التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والنازعات غرقا 1 والناشطات نشطا 2 والسابحات سبحا 3 فالسابقات سبقا 4 فالمدبرات أمرا 5 يوم ترجف الراجفة 6 تتبعها الرادفة 7 قلوب يومئذ واجفة 8 أبصارها خاشعة 9 يقولون أإنا لمردودون في الحافرة 10 أإذا كنا عظاما نخرة 11 قالوا تلك إذا كرة خاسرة 12 فإنما هي زجرة واحدة 13 فإذا هم بالساهرة 14}

صفحة 7262 - الجزء 10

  والحفر: مصدر حفرت الأرض حفرًا، ومنه حافر الفرس، كأنه يحفر الأرض به، والحافرة: التراب يستخرج من الحفرة، كالهدم، ويُقال: هو اسم المكان الذي حفر، والحافرة: أول الأمر، يقال: رجع على حافرته، أي: رجع من الطريق الذي جاء منه، ورجع الشيخ على حافرته: إذا هرم، ويقال: النقد عند الحافر؛ أي: لا يزول حافر الفرس حتى ينقد الثمن؛ لأنه لكرامته لايباع نسأ، ثم كثر حتى فشا في غير الحافر، قال الشاعر:

  أَحَافِرَةً عَلَى صَلَعٍ وَشَيْبٍ ... مَعَاذَ اللهِ مِنْ جَهْلٍ وعَارِ

  أي: رجوعًا إلى حال الشباب وأوله.

  والعظام: واحد العظم، وهي أجسام صلبة، يشدد بعضها ببعض بالعقد، وينبت عليها اللحم، فبه يكون قوام الحيوان وتصرفه، وأصله مأخوذ من العِظَمِ، وذلك لعظم صلابتها.

  والنَّخِرَةُ: البالية، جذع نَخِرَةٌ، أي: بالية متغيرة، ونَخِرَتِ الشجرة: بليت وتفتت، وكذلك العظم، والناخر: الذي تقع فيه الريح، وتخرج منه تخترقه الريح بشدة هبوبها، ويقال: ما بالدار ناخر، أي أحد، قال الشاعر:

  مِنْ بَعْدِ مَا كَانَتْ عِظَامًا نَاخِرَهْ

  أي: بالية.

  والكَرَّةُ: المَرَّة، وهي الواحدة، من: كَرَّ يَكِرُّ كَرًّا، وكَرَّةً، وهي كالضربة من الضرب.

  والخاسر: الذاهب رأس ماله، خسر فهو خاسر، والخسران: ذهاب رأس المال.