قوله تعالى: {والنازعات غرقا 1 والناشطات نشطا 2 والسابحات سبحا 3 فالسابقات سبقا 4 فالمدبرات أمرا 5 يوم ترجف الراجفة 6 تتبعها الرادفة 7 قلوب يومئذ واجفة 8 أبصارها خاشعة 9 يقولون أإنا لمردودون في الحافرة 10 أإذا كنا عظاما نخرة 11 قالوا تلك إذا كرة خاسرة 12 فإنما هي زجرة واحدة 13 فإذا هم بالساهرة 14}
  والزجر: الحدث الصارف من الشيء، والزجرة: الصيحة الهائلة يكرّ بها أمر من الأمور، وأصل الزجرة من النهي، زجره زجرًا.
  والساهرة: الأرض، والعرب تسمي وجه الأرض من الفلا ساهرة، أي ذات سهر؛ لأنه يسهر بها خوفًا منها، قال الشاعر:
  فَإِنَّمَا قَصْرُكَ تُرْبُ السَّاهِرَهْ ... ثُمَّ تَعُودُ بَعْدَهَا فِي الْحَافِرَهْ
  والسَّهَرُ: الأرق، والساهرة ... على مثل جاء المتيقظ، في أنها مهيأة لما نزلا عليها.
  · الإعراب: الواو في (وَالنَّازِعَاتِ) واو القسم، فيكون ما بعده بالكسر، وقيل: القسم بهذه الأشياء تنبيه على موضعها من النعمة والقدرة، وقيل: بربِّ هذه الأشياء، عن أبي علي، واختلفوا في جواب القسم فقيل: محذوف، كأنه قيل: لتبعثن للجزاء يوم ترجف الراجفة، هذا قول أكثر النحويين، وهو الوجه، ثم اتصل به صفة البعث، ووقته.
  وقيل: بل جوابه مذكور، ثم اختلفوا فقيل: جوابه {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً}، وقيل: جوابه: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} و (هل) بمعنى (قد)، كأنه قيل: ورَبِّ النازعات قد أتاك حديث موسى.
  وقيل: جوابه {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ٨ أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ}، عن أبي علي.
  · النزول: روي أن أبي بن خلف أخذ عظما باليًا، وقال: أتعدنا يا محمد، وقد صرنا هكذا أنَّا لمردودون خلقا جديدا؟ فقال: «نعم تبعث بعد الموت ثم تدخل النار»، فقال عند ذلك: تلك إذا كرة خاسرة علينا، على وجه الإبعاد والإنكار فنزلت الآيات.