قوله تعالى: {والنازعات غرقا 1 والناشطات نشطا 2 والسابحات سبحا 3 فالسابقات سبقا 4 فالمدبرات أمرا 5 يوم ترجف الراجفة 6 تتبعها الرادفة 7 قلوب يومئذ واجفة 8 أبصارها خاشعة 9 يقولون أإنا لمردودون في الحافرة 10 أإذا كنا عظاما نخرة 11 قالوا تلك إذا كرة خاسرة 12 فإنما هي زجرة واحدة 13 فإذا هم بالساهرة 14}
  البعير، عن ابن عباس أيضًا. وقيل: هي نفس المؤمن تنشط للخروج؛ لأنه تُعرض عليه الجنة، ويرى موضعه فيدعوه إليه، عن ابن عباس أيضًا. وقيل: هم الملائكة تنشط أرواح الكفار ما بين الجلد والأظفار حتى تخرجها من أجوافهم بالكرب والغم، عن أبي علي. وقيل: هو الموت ينشط نفس الإنسان، عن مجاهد. وقيل: هي النجوم تنشط من المشرق إلى المغرب، عن قتادة، وأبي علي، والأخفش. وقيل: هي الوحش تنشط من بلد إلى بلد، عن عطاء. وقيل: الناشطات السهام، وهي خروجها عن أيدي الرماة ونفوذها نحو الرمية، وكل شيء حللته فقد أنشطته، ونشط هو، عن أبي مسلم.
  «وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا» قيل: الملائكة تسبح في الجو عند نزولها بأمر الله تعالى كما يقال للفرس يسبح في جريه: إذا أسرع، عن ابن عباس، ومجاهد، وأبي صالح.
  وقيل: الملائكة تسبح بأرواح المؤمنين، عن علي. وقيل: الملائكة يقبضون الأرواح، عن الكلبي. وقيل: هي النجوم والشمس والقمر تسبح في فلكها، عن قتادة، وأبي علي. وقيل: هو السفر، عن عطاء. وقيل: هو الخيل أو الخيل والإبل، والسبح: العَدْوُ، وأراد خيل الغزاة، وذلك كقوله: {وَالْعَادِيَاتِ}[العاديات: ١]، عن أبي مسلم.
  «فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا» قيل: الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة، عن مقاتل. وقيل: الملائكة يسبقون إلى الخير قبل بني آدم. وقيل: يسبقون الجن إلى الوحي. وقيل: يسبقون إلى الأنبياء بالوحي. وقيل: السابقات أنفس المؤمنين تسبق إلى الملائكة القابضة، وقد عاينت السرور شوقًا إلى رحمة الله وكرامته، عن ابن مسعود. وقيل: هو بنو آدم سبقت بالخير والطاعة، عن مجاهد. وقيل: هي النجوم يسبق بعضها بعضًا في السير، عن قتادة، وأبي علي. وقيل: السابقات الخيل السابقة، عن عطاء، وأبي مسلم.
  «فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا» قيل: هم الملائكة تدبر الأشياء بأمر الله تعالى، عن ابن عباس،