التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها 27 رفع سمكها فسواها 28 وأغطش ليلها وأخرج ضحاها 29 والأرض بعد ذلك دحاها 30 أخرج منها ماءها ومرعاها 31 والجبال أرساها 32 متاعا لكم ولأنعامكم 33 فإذا جاءت الطامة الكبرى 34 يوم يتذكر الإنسان ما سعى 35 وبرزت الجحيم لمن يرى 36}

صفحة 7273 - الجزء 10

  والمرعى: النبات الذي يصلح لرعي الماشية، وهي ترعاه بأن تأكله، رعيت رعيًا ومرعى، ثم يسمى النبات الذي يصلح أن يُرعى به: مرعى.

  والإرساء: الإثبات بالثقل، رست السفينة: ثبتت بثقلها.

  الطامة: الغاشية الغليظة، التي توفي كل شيء بالغلظ والكثرة، وقيل: الطامة الغالبة العالية، يقال: هذا أَطمُّ من هذا؛ أي أعلى منه، ومنه: الماء الطامي: الكثير الزائد، يقال: طم الماء: كثر وعلا وغلب، وقيل: الطامة: (الداهية) الهائلة، وطم الأمر: غلب، وسميت القيامة طامة؛ لأنها تغلب كل شيء، وطم الطائر الشجرة:

  عَلَاها، وسميت الداهية التي لا يستطاع دفعها طامة؛ لأنها تغلب، وطَمَّ الفرس طَمِيًما: إذا استفرغ جهده في الجري.

  والتبريز: إظهار الشيء: أتم الظهور، ومنه رجل مُبَرَّزٌ في الفضل: إذا ظهر به أتم الظهور، وبارز [قِرْنَهُ]: إذا ظهر إليه من بين الجماعة، ومنه: المبارزة.

  · الإعراب: (ها) في {بَنَاهَا} في محل النصب. {مَتَاعًا} نصب على الحال، وهو مصدر وُضِعَ موضعَ الحال.

  · المعنى: لما تقدم ما أتى به موسى، وما قابله فرعون، وما عوقب به بَيَّنَ عقيبه عظة لمن كان على عهد رسول الله، وحذرهم المَثُلاَت، فقال سبحانه: «أَأَنْتُمْ» أيها المشركون المنكرون للبعث، وقيل: أأنتم أيها الناس، استفهام، والمراد الإنكار «أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ» مع شدتها «بَنَاهَا» الله، يعني: مَنْ قَدَرَ على خلق السماء ورفعها من غير عمد، وأجرى النجوم فيها، وقدر على إحيائكم بعد الموت «رَفَعَ سَمْكَهَا» أي: سقفها «فَسَوَّاهَا» أي: أحكمها حتى ليس فيها فطور، ولا تفاوت، ولا [عوج]، وقيل: