قوله تعالى: {فأما من طغى 37 وآثر الحياة الدنيا 38 فإن الجحيم هي المأوى 39 وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى 40 فإن الجنة هي المأوى 41 يسألونك عن الساعة أيان مرساها 42 فيم أنت من ذكراها 43 إلى ربك منتهاها 44 إنما أنت منذر من يخشاها 45 كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها 46}
  «فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى» وهو القيامة؛ لأنها تطم على كل هائلة وداهية، أن تعلو وتغلب، وقيل: الداهية العظمى، وقيل: الطامة النفخة الثانية، عن الحسن، وقيل: حين يساق أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار «يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى» يعني: يذكر عند قراءة الكتب ما عمل في الدنيا من خير أو شر، وعلم أنه لم يذهب منه صغير ولا كبير «وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ» أي: ظهرت النار لمن رآها، وقيل: يراها بارزة، ويعلم أنها مَقَرُّه.
  · الأحكام: الآيات تدل على صحة البعث بما بَيَّنَ من خلق السماء، والأرض والجبال، والنور والظلمة؛ لأن البعث إعادة الجواهر بعد إفنائها وإحيائها، والإنشاء هذا إيجاد، فإذا جاز البقاء على الجواهر وهو تعالى قادر لذاته، فلا مانع من جوازه.
  وتدل على عظيم حال القيامة، وكثرة أهوالها.
قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى ٣٧ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ٣٨ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ٣٩ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ٤٠ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ٤١ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ٤٢ فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا ٤٣ إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا ٤٤ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا ٤٥ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ٤٦}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر والعباس عن أبي عمرو: «مُنْذِرٌ» بالتنوين، الباقون بغير التنوين.
  · اللغة: الإيثار: اختيار الشيء على غيره، فمن آثر الدنيا على الآخرة فهو مذموم، ومن آثر الآخرة فهو ممدوح.