قوله تعالى: {عبس وتولى 1 أن جاءه الأعمى 2 وما يدريك لعله يزكى 3 أو يذكر فتنفعه الذكرى 4 أما من استغنى 5 فأنت له تصدى 6 وما عليك ألا يزكى 7 وأما من جاءك يسعى 8 وهو يخشى 9 فأنت عنه تلهى 10 كلا إنها تذكرة 11 فمن شاء ذكره 12}
  قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير: «تَصَّدَّى» بتشديد الصاد على الإدغام، وأصله تتصدى، الباقون بتخفيفها على حذف التاء.
  قرأ ابن كثير: «تلهّى» بإدغام التاء في اللام، وأصله: (تتلهى) الباقون بالتخفيف على الحذف.
  · اللغة: العبوس: تقطيب الوجه عن تكره، ونظيره: البسور والتقطيب، يقال: عبس فلان في وجه فلان، ومنه: العباس.
  والتولي: الإعراض.
  يَزَّكَّى: أصله يتزكى فأدغمت التاء في الزاي، كما أدغمت في (يَذَّكَّرُ) وأصله يتذكر، والتزكية: التطهير، والتذكر: طلب الذكر.
  والتصدي: التعرض للشيء كتعرض العطشان للماء، وأصل الصدى العطش، وجل صَدْيَانُ أي عطشان، والصدى: الصوت الذي يُرَدُّ من الجبل وغيره عند صوت الناس، ورجل صَدٍ، وامرأة صَدْيا، ويُقال: صَادٍ وصَادِيَة، أي: عطشان، وتصدى الأمر: يستشرفه ناظرًا إليه، وسمي الصدى؛ لأنه بالجفاف صار كجفاف حلق العطشان، وقيل: كأنه يتعرض للكلام فيأتي بمثله.
  والتلهي عن الشيء: الإعراض عنه، والتلهي به: الإقبال عليه، يقال: لَهِيتُ عن الشيء أَلْهَى إذا غفلت عنه، ويقال: ألهاني فلهيت، ومنه: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}[التكاثر: ١].
  · الإعراب: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} فعل ماضٍ.
  {أَنْ جَاءَهُ} لِأَنْ جاءه.