التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فلينظر الإنسان إلى طعامه 24 أنا صببنا الماء صبا 25 ثم شققنا الأرض شقا 26 فأنبتنا فيها حبا 27 وعنبا وقضبا 28 وزيتونا ونخلا 29 وحدائق غلبا 30 وفاكهة وأبا 31 متاعا لكم ولأنعامكم 32 فإذا جاءت الصاخة 33 يوم يفر المرء من أخيه 34 وأمه وأبيه 35 وصاحبته وبنيه 36 لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه 37 وجوه يومئذ مسفرة 38 ضاحكة مستبشرة 39 ووجوه يومئذ عليها غبرة 40 ترهقها قترة 41 أولئك هم الكفرة الفجرة 42}

صفحة 7293 - الجزء 10

  أبيه، ونوح من أبيه، وهابيل من أخيه، ولوط من امرأته، ثم تلا هذه الآية، عن الحسن.

  «لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ» أي: أمر عظيم يكفيه، لا يتفرغ إلى غيره.

  «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ» مشرقة مضيئة «ضَاحِكَةٌ» كناية عن السرور، وقيل: أراد بالوجوه أصحاب الوجوه «مُسْتَبْشِرَةٌ» فرحة بما تبشر به من النعم «وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ» قيل: دخان تسود به وجوههم. وقيل: غبار أسود يضر وجوههم، ويسودها.

  وقيل: يجوز أن يجعلوا التراب على رؤوسهم كالمستغيث. وقيل: يصير إليها ثَمَّ تراب، ويصير ذلك في وجوههم. وقيل: هو كناية عن فرط الغم والحزن. وقيل: يغشاها كسوفٌ. وقيل: هي بقية تراب قبورهم. «تَرْهَقُهَا» أي: تلحقها، وتغشاها «قَتَرَةٌ» قيل: ظلمة وسواد. وقيل: هي الدخان. وقيل: الغبار الكثير. وقيل: الرياح تضرب وجوههم بالتراب من وجه والدخان من وجه آخر يصيبهم «أُولَئِكَ» من تقدم ذكرهم «هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ» الخارجون عن أمر الله.

  · الأحكام: الآيات تتضمن أحكامًا:

  منها: وجوب النظر في الأدلة.

  ومنها: بيان الأدلة التي تتضمن النعمة فتدل على صانع عالم قادر منعم.

  ومنها: أنه خلق جميع ذلك لنفع العباد ولنفع الأنعام، وتدل أنه يفعل لغرض.

  ومنها: أن أصل الأشياء على الإباحة؛ لأنه إذا خلقها لهم جاز لهم الانتفاع به.

  ومنها: عظيم أمر القيامة وأهوالها، وفرار كل أحد من أقاربه وعشائره، وهذا متى