قوله تعالى: {إذا الشمس كورت 1 وإذا النجوم انكدرت 2 وإذا الجبال سيرت 3 وإذا العشار عطلت 4 وإذا الوحوش حشرت 5 وإذا البحار سجرت 6 وإذا النفوس زوجت 7 وإذا الموءودة سئلت 8 بأي ذنب قتلت 9 وإذا الصحف نشرت 10 وإذا السماء كشطت 11 وإذا الجحيم سعرت 12 وإذا الجنة أزلفت 13 علمت نفس ما أحضرت 14}
  · الإعراب: «إذَا» شرط، والجواب قوله: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ}.
  · المعنى: «إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» قيل: ذهب ضوؤها ونورها، عن ابن عباس، وأُبيّ بن كعب، ومجاهد، وقتادة، والضحاك. وقيل: رمى بها وذهب، عن مجاهد، والربيع بن خثيم. وقيل: القيد، عن أبي صالح. قال أبو علي: فيحمى عليها، فيذهب ضوؤها، ويرمى بها. «وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ» قيل: تناثرت، عن مجاهد، وقتادة، والربيع بن خثيم، وأبي صالح، وابن زيد. وقيل: ذهب ضوؤها، عن أبي علي.
  والأول أولى لقوله: {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ}[الانفطار: ٢] إلا أنه يجوز أن يقال: يذهب ضوؤها ثم تتناثر «وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ» عن وجه الأرض فصارت هباءً منبثا.
  «وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ» يعني النوق الحوامل التي قرب نتاجها «عُطِّلَتْ» أهملت، تركها أربابها مع نفاستها؛ لما دهمهم من عظيم ذلك اليوم. وقيل: سيبت من الحفظ، وهذا مَثَلٌ؛ أي: يشتغل بأهوال ذلك اليوم كل أحد عن أمواله وأَعِزائه. وقال أبو علي: أي يعطل السحاب لا يكون فيه من المياه التي يمطرها الله على عباده في الدنيا.
  «وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ» قيل: حَشْرُها: موتها، عن ابن عباس. وقيل: جمعت يوم القيامة، عن الحسن، وقتادة، وأبي علي. وقيل: تغيرت الأمور، فصارت الوحوش مع الناس. وقيل: بعثت ليقضي الله بينها، ثم بعد ذلك يكون حالهم ما بَيَّنَّا من قبل: أن منهم من قال: تصير ترابًا، ومنهم من قال: يردون بعضًا في الجنة ثوابًا لأهلها، وبعضًا في النار عقابًا لأهلها، وجوز أبو علي الوجهين.
  «وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ» قيل أوقدت فصارت نارًا، عن ابن عباس، وأبي بن كعب، وسفيان، ووهب، وابن زيد. وقيل: ملئت حتى فاضت علي الأرض حتى