قوله تعالى: {إذا السماء انفطرت 1 وإذا الكواكب انتثرت 2 وإذا البحار فجرت 3 وإذا القبور بعثرت 4 علمت نفس ما قدمت وأخرت 5 ياأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم 6 الذي خلقك فسواك فعدلك 7 في أي صورة ما شاء ركبك 8 كلا بل تكذبون بالدين 9 وإن عليكم لحافظين 10 كراما كاتبين 11 يعلمون ما تفعلون 12}
  ومنها: قرين السوء بدعوته.
  ومنها: نفسه تدعوه إلى الملاذ لشهوته، وتزين له سوء عمله، حتي يأمل بعيدًا، ويبني شديدًا، ويجمع عبيدًا، لا يخطر بباله القيامة.
  ومنها: الدنيا تزين في عينه حتى يعلم ظاهرًا من الحياة الدنيا، وهم عن الآخرة هم غافلون.
  ومنها: علماء السوء يزينون له المعاصي بأن الله قَدَّرَهُ عليه، أو يغفره له، وأن النبي يشفع له، وأن مع الإسلام لا تضر معصية.
  ومنها: تقليد الرؤساء، والنظر إلى أهل الدنيا، والائتمار لأمرهم، وغير ذلك مما يطول القصة.
  وروي أن النبي ÷ تلا هذه الآية ثم قال: «جَهْلُهُ».
  «الْكَرِيمِ» قيل: المنعم، الذي كل فعله إحسان وإنعام، لا يجزيه نفعًا، ولا يدفع به ضررًا، وقيل: الذي يعطي ما عليه وما ليس عليه، ولا يطلب ما له، وقيل: الذي يقبل اليسير ويعطي الكثير، وقيل: مِنْ كرمه أن لم يرض يغفر السيئات حتى بدلها بالحسنات، وقيل: غره عدوه الشيطان، عن قتادة. «الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ» قيل: أي: كيف تركت طاعته، وهو المنعم عليك بأن خلقك حيًّا، وسوى جميع أعضائك وحواسك «فَعَدَلَكَ» بالتشديد: سوَّى خلقك، وبالتخفيف: عدل بك عن صورة البهائم وغيرها إلى أحسن الصور، وقيل: مِنْ شَبَهِ أم أو أب أو خال أو عم، عن مجاهد، وقيل: من ذكر أو أنثى، جسيم أو نحيف، حسن أو دميم، طويل أو قصير، وقيل: على أي صورة، يريد صورة إنسان، أو حمار، أو قرد، أو كلب، أو خنزير، عن عكرمة، وأبي صالح، يعني: يقدر على جعلك كيف شاء، ومع هذا خلقك على أحسن الصورة.