قوله تعالى: {إن الأبرار لفي نعيم 13 وإن الفجار لفي جحيم 14 يصلونها يوم الدين 15 وما هم عنها بغائبين 16 وما أدراك ما يوم الدين 17 ثم ما أدراك ما يوم الدين 18 يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله 19}
  وتدل على أن له نعمة على الكفار؛ لذلك عد عليهم، بخلاف قول الْمُجْبِرَةِ.
  وتدل على أن أفعال العباد حادثة من جهتهم؛ ليصح قوله: {تَفْعَلُونَ} وقوله: {مَا غَرَّكَ} وقوله: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ}، ولو كان الأمر على ما يزعمه أهل الجبر لكان يقال: ما غرني أحد، ولا نفسي، ولكن خَلَقْتَ فيَّ ذلك، ولكان الحفظة لغوًا؟
  لاستحالة أن يحفظ عليه ما يخلقه.
قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ١٣ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ١٤ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ ١٥ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ١٦ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ١٧ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ١٨ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ١٩}
  · القراءة: قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب: «يَوْمُ لَا تَمْلِكُ» برفع الميم، الباقون بفتحها، واختاره أبو عبيد، فالرفع ردًّا على اليوم الأول، والثاني على تقدير: في يوم.
  · اللغة: الأبرار: جمع بارٍّ، وهم عمال الإحسان، الَّذِينَ يكونون به محسنين، وأصله من سعة أعمالهم في البر، ومنه: البَرُّ خلاف البحر لسعته.
  والدِّين: الجزاء، والدِّين: العادة، والدِّين: الإسلام، وقيل: أصل الباب العادة، وقيل: بل أصله الجزاء.
  وصَلِيَ يَصْلَى صُلِيًّا، واصطلى يصطلي اصطلاء، ويصلونها: يلزمونها، والمصطلي: الملازم للنار.
  · المعنى: لما تقدم ذكر القيامة، عقَّبه ببيان أحوال الناس، فقال تعالى: «إِنَّ الْأَبْرَارَ» أي: