قوله تعالى: {إذا السماء انشقت 1 وأذنت لربها وحقت 2 وإذا الأرض مدت 3 وألقت ما فيها وتخلت 4 وأذنت لربها وحقت 5 ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه 6 فأما من أوتي كتابه بيمينه 7 فسوف يحاسب حسابا يسيرا 8 وينقلب إلى أهله مسرورا 9 وأما من أوتي كتابه وراء ظهره 10 فسوف يدعو ثبورا 11 ويصلى سعيرا 12 إنه كان في أهله مسرورا 13 إنه ظن أن لن يحور 14 بلى إن ربه كان به بصيرا 15}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر وعاصم وأبو عمرو وحمزة - ويعقوب: {وَيَصْلَى} بفتح الياء وسكون وتخفيف اللام، واختاره أبو عبيد اعتبارًا بقوله: {صَالِ الْجَحِيمِ}[الصافات: ١٦٣]، وقوله: {يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى}[الأعلى: ١٢].
  وقرأ ابن كثير وابن عامر ونافع والكسائي: (يُصَلَّى) بضم الياء، وفتح الصاد، وتشديد اللام، واختاره أبو حاتم اعتبارا بقوله: {ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ}[الحاقة: ٣١] وروي بالضم خفيفة عن نافع وعاصم.
  · اللغة: الانشقاق والانفطار والانصداع والانفراج نظائر، والانشنقاق: افتراق عن التئام.
  والأذان: الإطلاق، والإذن: الاستماع؛ كأنه بالاستماع أذن له في القول، أَذِنَ يَأْذَنُ إذنًا: إذا استمع، والعرب تقول: أذن فلان، أي استمع، قال الشاعر:
  صُمٌّ إِذَا سَمِعُوا خَيْرًا ذُكِرْتُ بِهِ ... وَإِنْ ذُكِرْتُ بِشَرٍّ عِنْدَهُمْ أَذِنُوا
  أي: استمعوا، وقال عدي بن زيد:
  وَسَمَاعٍ يَأْذَنُ الشَّيْخُ لَهُ ... وَحَديث مِثْلِ مَاذِيٍّ مُشَارِ
  ثم يقام السمع مقام الإجابة، ومنه: سمع الله لمن حمده؛ أي أجاب، ويقال:
  سمع الله دعاك: أجابه، ويستعمل في الطاعة.
  ويقال: حق له أن يكون على هذا الأمر، ومحقوقة بهذا الأمر؛ يعني: جعل ذلك حَقًّا، ومحقوقة وحقيقة سواء في المعنى، ومعناه: حق له أن يكون كذلك، قال الأعشى:
  وَإِنَّ امْرَأً أَسْرَى إِلَيْكِ وَدُونَهُ ... سُهُوبٌ وَمَوْمَاةٌ وَبَيْدَاءُ سَمْلَقُ