قوله تعالى: {والسماء ذات البروج 1 واليوم الموعود 2 وشاهد ومشهود 3 قتل أصحاب الأخدود 4 النار ذات الوقود 5 إذ هم عليها قعود 6 وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود 7}
  · المعنى: «وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ» قيل: هي منازل الكواكب والشمس والقمر، وهي اثنا عشر برجًا، وقيل: البروج: النجوم التي هي المنازل. وقال أبو علي: هي السماء الدنيا؛ لأن البروج فيها. «وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ» قيل: يوم القيامة الذي وعد الله به الجزاء، وأخر الجزاء إليه في خبر مرفوع، عن قتادة، والحسن، وابن زيد، وأبي علي، وأبي مسلم.
  «وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ» قيل: الشاهد: النبي، ÷، والمشهود: يوم القيامة، عن الحسن بن علي @، وتلا: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا}[النساء: ] ٤١، زقوله: {وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ}[هود: ١٠٣] ومثله عن ابن عباس وسعيد بن المسيب أن الشاهد: النبي ÷ والمشهود: يوم القيامة. وقيل: الشاهد: هو الله تعالى، والمشهود: يوم القيامة، عن ابن عباس بخلاف. وقيل: الشاهد: يوم الجمعة، والمشهود: يوم عرفة في خبر مرفوع. وعن ابن مسعود وابن عباس وقتادة وعن بعضهم: دخلت مسجد رسول اللَّه، ÷، وإذا رجل يحدث عن رسول الله ÷، فسألته عن الشاهد والمشهود فقال: «نعم، الشاهد: يوم الجمعة، والمشهود: يوم عرفة»، وحدثه كذلك آخرُ، ثم تحدث ثالث عن رسول الله ÷، فسألته عن ذلك، فقال: «الشاهد: محمد، والمشهود: يوم القيامة، وتلا: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا}[الأحزاب: ٤٥] {وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ}[هود: ١٠٣]»، فسألت عن الأول، فقالوا: ابن عباس، وسألت عن الثاني، فقالوا: ابن عمر، وسألت عن الثالث، فقالوا: الحسن بن علي. وقيل: الشاهد: يوم النحر، والمشهود: يوم عرفة، عن إبراهيم. وقيل: الشاهد: يوم عرفة، والمشهود: يوم الجمعة، في حديث مرفوع، قال: «يوم الجمعة يوم مشهود تشهده الملائكة»، وقيل: الشاهد: آدم، والمشهود: يوم القيامة، عن مجاهد. وقيل: الشاهد: بنو آدم، والمشهود: القيامة، عن الأصم،