التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والسماء ذات البروج 1 واليوم الموعود 2 وشاهد ومشهود 3 قتل أصحاب الأخدود 4 النار ذات الوقود 5 إذ هم عليها قعود 6 وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود 7}

صفحة 7352 - الجزء 10

  وعطاء، وعكرمة. وقيل: الشاهد: الملائكة، والمشهود: القيامة، عن عكرمة. وقيل: الشاهد: يوم القيامة، والمشهود: الخلق، عن جابر بن عبد الله. وقيل: الشاهد: يوم الجمعة، والمشهود: يوم القيامة يشهده الأولون والآخرون، عن الحسن. وقيل: الشاهد: عيسى، والمشهود: أمته، عن أبي مالك. وقيل: الشاهد: محمد، والمشهود: أمته. وقيل: الشاهد: هذه الأمة، والمشهود: سائر الأمم. وقيل: الشاهد: الله، والمشهود: الخلق، عن سعيد بن المسيب. وقيل: الشاهد: الملائكة وأعضاء بني آدم، والمشهود: بنو آدم، وقيل: الشاهد: الحفظة، والمشهود: بنو آدم. وقيل: الشاهد: هم الشهداء الَّذِينَ يشهدون على العباد بأعمالهم، والمشهود: الَّذِينَ يشهدون عليهم، عن أبي علي. وقيل: رب المدرك والمدركات، يعني بالشاهد: المدرك، والمشهود: المدركات، وقيل: الشاهد: الأنبياء، والمشهود: محمد؛ لقوله: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ}⁣[آل عمران: ٨١]، وقيل: الشاهد: من حضر يوم القيامة، والمشهود: ما أحضر من أعمالهم وحسابهم وكتابهم، عن أبي مسلم.

  «قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ» قيل: «قُتِلَ» لعن أصحاب الشق، وهم الكفار الَّذِينَ يشقون الأرض لتعذيب المؤمنين، [وقيل]: بل هو كناية عن المؤمنين الَّذِينَ ألقوا في الأخدود؛ أي: قتلوا ظلمًا، فأخبر الله تعالى أنهم قتلوا بالإحراق، وقيل: هو كناية عن الكفار، فالمعنى عذبوا بتحريقهم بالنار في الدنيا قبل الآخرة؛ لأنه تعالى أحرقهم بعد قتلهم. وقيل: قتلوا بالإحراق. وقيل: معناه قاتلهم الله، وعذبهم وأهلكهم، عن أبي علي. «أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ» قيل: قوم من الكفار حفروا حفيرًا، وأوقدوا فيها نارًا، وعرضوا عليها المؤمنين، وقالوا: لتتركن دينكم، أو لنحرقنكم، فأبوا، فألقوهم فيها، وأحرقوهم، وقيل: لما ألقوا في النار نجى الله المؤمنين بأن أخذ أرواحهم، فلم تمسهم النار، وخرجت من الحفرة نارٌ أحرقت الكفار الَّذِينَ كانوا قعودًا حول النار عن آخرهم، عن الربيع بن أنس. وقيل: كانوا من المجوس، عن علي #. وقيل: كانوا من بني إسرائيل، عن الضحاك. وقيل: كانوا من اليمن، والمؤمنون كانوا على