التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والسماء ذات البروج 1 واليوم الموعود 2 وشاهد ومشهود 3 قتل أصحاب الأخدود 4 النار ذات الوقود 5 إذ هم عليها قعود 6 وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود 7}

صفحة 7353 - الجزء 10

  دين عيسى #، عن أبي علي. وقيل: كانوا من اليهود. وقيل: كانوا من عبدة الأوثان، عن الربيع بن أنس. وقيل: كان بُختنَصَّرَ، عن الضحاك.

  «النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ» قيل: نار لها وقود، فإن النار قد تكون غير ذات الوقود كنار الحجر والخشب، ونار الكبد والأخرى الكامنة، وقيل: أراد وقودًا مخصوصًا؛ لأنه مُعَرَّفٌ بالألف واللام، فكأنه الوقود بإنذار الناس. وقيل: أراد التأكيد؛ أي نارًا ذات اشتعال وتوقد، عن أبي علي.

  «إِذْ هُمْ» يعني: الكفار «عليها» على النار، أي: على أطرافها «قُعُودٌ» عند الحفر يحرقون المؤمنين. وقيل: كانوا فرقتين: فرقة تُعَذِّبُ، وفرقة مشاهدة للحال لم يتولوا تعذيبهم؛ لكن كانوا قاعدين راضين بفعل أولئك. وقيل: كانت الفرقة القاعدة مؤمنة، لكن لم ينكروا صنيع الكفار، فقتلهم الله، عن أبي مسلم. وقيل: أحرقهم جميعا، فعذبوا جميعًا للاشتراك في الذنب.

  «وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ» أي: حضور، وهم الفرقة التي كانت قاعدة. وقيل: بل الكل. وقيل: يشهدون أن المؤمنين ضلال حتى يتركوا عبادة الصنم، ولم يرجعوا عن الحق، عن مقاتل. وقيل: كانت شاهدة لعذاب المؤمنين، عن أبي علي.

  · الأحكام: يدل قوله: «وَالسَّمَاءِ [ذَاتِ الْبُرُوجِ]» الآيات، على عظم حال القيامة، وتأكيدها.

  وتدل قصة أصحاب الأخدود على أن الصبر على الأذى في الدين، وإن أتى على النفس وتَرْكَ التقية ممدوح؛ فلذلك أثنى الله عليهم حين صبروا حتى أحرقوا.

  وتدل على أن من شاهد منكرًا ولم ينكره هو مأثوم؛ بل ربما كان شريكًا في الذنب، فيدل من هذا الوجه على وجوب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

  قصة أصحاب الأخدود مختصرة

  ذكر القاضي عن علي # أن نبيًّا من الحبشة بعث إلى قومه فدعاهم، فتابعه