قوله تعالى: {إن بطش ربك لشديد 12 إنه هو يبدئ ويعيد 13 وهو الغفور الودود 14 ذو العرش المجيد 15 فعال لما يريد 16 هل أتاك حديث الجنود 17 فرعون وثمود 18 بل الذين كفروا في تكذيب 19 والله من ورائهم محيط 20 بل هو قرآن مجيد 21 في لوح محفوظ 22}
  «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ» يعني آمنوا ثم عملوا بمقتضاه، فأتوا بكل الواجب، واجتنبوا كل كبيرة. «لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ» أي: بساتين فيها أنهار من ماء تجري «ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ» أي: النجاة العظيمة الخالصة.
  · الأحكام: الآيات تتضمن أحكامًا:
  منها: قبح المنع عن الحق، والإكراه على الباطل، وعظم موقعه من العصيان.
  ومنها: أن التوبة تزيل كل عقوبة، فتزيل عقاب القتل؛ لأن الافتتان المذكور في الآية كان بالقتل.
  ومنها: أن الجنة تنال بالإيمان، والعمل الصالح.
  ومنها: أن أفعال العباد حادثة من جهتهم؛ لذلك قال: «فَتَنُوا»، «لَمْ يَتُوبُوا» و «آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ».
قوله تعالى: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ١٢ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ١٣ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ١٤ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ١٥ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ١٦ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ ١٧ فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ ١٨ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ ١٩ وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ ٢٠ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ٢١ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ٢٢}
  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي: «المَجِيدِ» بالكسر نعتًا للعرش، والباقون بالرفع صفة لله تعالى عطفًا على «الْغَفُورُ الْوَدُودُ».
  قرأ نافع: «مَحْفُوظٌ» بالرفع على أنه صفة للقرآن، الباقون بالكسر صفة للوح.