التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن بطش ربك لشديد 12 إنه هو يبدئ ويعيد 13 وهو الغفور الودود 14 ذو العرش المجيد 15 فعال لما يريد 16 هل أتاك حديث الجنود 17 فرعون وثمود 18 بل الذين كفروا في تكذيب 19 والله من ورائهم محيط 20 بل هو قرآن مجيد 21 في لوح محفوظ 22}

صفحة 7359 - الجزء 10

  قراءة العامة: {قُرْآنٌ مَجِيدٌ} كلاهما بالرفع والتنوين، و {مَجِيدٌ} صفة للقرآن.

  وقرأ ابن السَّمَيْقَعِ: «قُرْآنُ» بالرفع من غير تنوين، «مجيدٍ» بالكسر على الإضافة؛ أي قرآن مجيد.

  قراءة العامة: {فِي لَوْحٍ} بفتح اللام، وقرأ يحيى بن يعمر: «في لُوحٍ» بضم اللام أي: أنه يلوح، وهو ذو نور وشرف وعلم.

  · اللغة: البطش: الأخذ بشدة وعنف، بَطَشَ يَبْطِشُ بطشًا ويبطُش بضم الطاء أيضًا، وهو باطش.

  والإبداء: أصله من الظهور، يقال: أبدى يُبدي إبداءً: إذا أظهر، وأبداه الله، أي: خلقه ابتداء حتى ظهر بعد أن لم يكن كذلك.

  والإعادة: الإنشاء الثاني، وذلك لا يصح إلا بثلاثة شروط:

  أحدها: أن يكون مقدورًا لقادر للذات.

  والثاني: أن يكون ذلك الشيء مما يبقى.

  والثالث: ألَّا يكون متولدًا أصلاً، هذا قول أبي هاشم، والقاضي. وعند أبي علي: ألَّا يكون جنسه من مقدور العباد، ثم تستوي فيه الجواهر والأعراض، ولا تصح الإعادة على شيء من أفعال العباد.

  وأصل العرش البناء، ومنه: {وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ}⁣[الأعراف: ١٣٧]، {وَمِمَّا يَعْرِشُونَ}⁣[النحل: ٦٨]، ومنه: العرش السرير المرتفع، ومنه: المُلْكُ، ثُلَّ عَرْشُهُمْ، أي: مُلْكُهُمْ.

  والمجيد: فعيل من المجد، والمجد: بلوغ النهاية في الكرم، والمجيد: الكريم العظيم الكرم بما يعطي من الخير، والمجيد والماجد بِمَعْنَى إلا أن في المجيد مبالغة،