التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن بطش ربك لشديد 12 إنه هو يبدئ ويعيد 13 وهو الغفور الودود 14 ذو العرش المجيد 15 فعال لما يريد 16 هل أتاك حديث الجنود 17 فرعون وثمود 18 بل الذين كفروا في تكذيب 19 والله من ورائهم محيط 20 بل هو قرآن مجيد 21 في لوح محفوظ 22}

صفحة 7362 - الجزء 10

  ويدل على أنه تحبب إلى عباده بإنعامه عليهم، وأنه لا يفعل القبيح، وهذا إنما يصح على مذهب أهل العدل أن كل نعمة منه، وأنه يحسن إلى عباده يريد بهم الخير في الدارين، وليس في فعله ظلم ولا قبيح، ويجازيهم على القليل بالكثير، فأما على مذهب أهل الجبر، إذا كان يخلق الكفر والمعاصي، ويخلق الخلق للنار، ويأخذ بغير ذنب، ولا قبيح إلا من فعله وخلقه، فلا يأمن أحد أن يدخله النار وإن كثرت طاعته، وكيف يكون ودودًا، ومن كان بهذه الصفة ممقت؟!، ولا تعلق للمشبهة بقوله: «ذو العرش» لأنه ليس فيه أنه على العرش، ولا تعلق للمجبرة بقوله تعالى: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}؛ لأنه لا يريد إلا الخير والصلاح، ولأنه تماخ به، والتمدح بخلق الكفر لا يضح.

  ويدل قوله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ} إلى آخره أن القرآن في اللوح، فيدل على حدوثه.

  ويدل على أنه غير قائم بذات القديم سبحانه وتعالى لاستحالة أن يكون في اللوح، وقائمًا بذاته.

  ويدل على عظم محل القرآن، وأنه يكن معرفته، وأنه حجة.