قوله تعالى: {والسماء والطارق 1 وما أدراك ما الطارق 2 النجم الثاقب 3 إن كل نفس لما عليها حافظ 4 فلينظر الإنسان مم خلق 5 خلق من ماء دافق 6 يخرج من بين الصلب والترائب 7 إنه على رجعه لقادر 8 يوم تبلى السرائر 9 فما له من قوة ولا ناصر 10}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر، وابن عامر، وعاصم، وحمزة: «لَمَّا» بتشديد الميم، يعني: ما كل نفسٍ إلا عليها حافظ، يقال: نشدتك الله لَمَّا قمت؛ أي: إلا قمت. الباقون: بتخفيف اللام، جعلوا (لما) صلة تقديره: كل نفس عليها حافظ.
  · اللغة: الطارق: الاَتي ليلاً، يقال: طرقني فلان؛ أي أتاني ليلاً، وأصل الطرق: الدق، ومنه: المطرقة؛ لأنه يدق بها، والطريق؛ لأن المارة تدقه بأرجلها، والطارق يأتي في وقت يحتاج إلى الدق للتنبيه، وفي الدعاء: نعوذ بِاللَّهِ من طوارق الليل، إلا طارق يطرق بخير، وقال الشاعر:
  أَلاَ طَرَقَتْنَا بَعْدَمَا هَجَعُوا هِنْدُ
  والنجم: الكوكب، سمي لطلوعه، يقال: نَجَمَ النبت والسن والقرن، وكل طالع ناجم.
  والثاقب: النيّر، يقال: أَثْقِبْ نارك: أشعلها حتى تضيء، والثاقب أيضًا: العالي الشديد العلو، يقال للطائر إذا ارتفع: شديد الثقب كأنه ثقب الجو.
  والدَّفْقُ: الصب الكثير، والدافق: القاطر المنصب، والنطفة تخرج دفقًا، وقيل: دافق بمعنى مدفوق، يقال: سِرٌّ كاتِمٌ، وعيشة راضية.
  والترائب: نواحي الصدر، واحدها: تَرِيبَةٌ.
  والسريرة: الطوية في النفس، وهي إخفاء المعنى في النفس إسرارًا.