قوله تعالى: {والسماء والطارق 1 وما أدراك ما الطارق 2 النجم الثاقب 3 إن كل نفس لما عليها حافظ 4 فلينظر الإنسان مم خلق 5 خلق من ماء دافق 6 يخرج من بين الصلب والترائب 7 إنه على رجعه لقادر 8 يوم تبلى السرائر 9 فما له من قوة ولا ناصر 10}
  · الإعراب: «لَمَّا عَلَيْهَا»: تقديره: لَعَلَيْهَا، واللام لام الابتداء التي تدخل في خبر (إنَّ)، و (إنْ) مخففة من الثقيلة.
  «فَلْيَنْظُرِ» اللام لام الأمر؛ فلذلك جزم الراء.
  «وَالسَّمَاءِ» قسمٌ، وجوابه: «إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ».
  · النزول: قيل: أتى أبو طالب إلى النبي ÷ وأتحفه بشيء، فبينا هو يأكل إذ انحط نجم عظيم، ففزع أبو طالب، فقال: ما هذا؟ قال: (نجم رمي به، وهي من آيات الله) فعجب أبو طالب، فأنزل الله تعالى: «وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ» السورة.
  · المعنى: «وَالسَّمَاءِ» قيل: أقسم برب السماء، عن أبي علي. وقيل: بل بالسماء، تنبيهًا على عظيم حاله في القدرة والئعمة. «وَالطَّارِقِ» الآتي ليلاً «وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ» تفخيمًا لشأنه.
  ولما كانت الطوارق تختلف فَسَّرَ ذلك فقال سبحانه: «النَّجْمُ الثَّاقِبُ» أي: هو النجم الثاقب، قيل: المضيء، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة. وقيل: النافذ من المشرق إلى المغرب من ثقب الشيء، عن أبي علي. وقيل: العالي على النجوم، وهو زحل، عن ابن زيد. وطروق النجوم ظهورها بالليل وخفاؤها بالنهار، عن قتادة. وقيل: الثاقب الذي يرمى بها الشيطان. وقيل: جماعة النجوم، عن الحسن.
  «إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ» هذا جواب القسم، أي: كل نفس عليها حافظ من الملائكة يحفظون عمله ورزقه وأجله، عن قتادة. وقيل: هم الحفظة. وقيل: حافظ له يحفظونه، ويدفعون عنه حتى تأتي المقادير، فيسلمونه. وقيل: تقديره: لَعَلَيْهَا حافظ.
  «فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ» أي: الَّذِينَ ينكرون البعث لينظروا في أنفسهم كيف