قوله تعالى: {والسماء ذات الرجع 11 والأرض ذات الصدع 12 إنه لقول فصل 13 وما هو بالهزل 14 إنهم يكيدون كيدا 15 وأكيد كيدا 16 فمهل الكافرين أمهلهم رويدا 17}
  · الأحكام: يدل قوله: {حَافِظٌ} أن كل إنسان عليه حافظ يحفظ عمله.
  ومتى قيل: ما الفائدة فيه؟
  قلنا: فيه لطف للمكلف إذا تصور ذلك امتنع عن القبيح، وقد يحفظونه عن الآفات، ويحثونه على الخيرات.
  ويدل قوله: {فَلْيَنْظُرِ} على وجوب النظر في نفسه وتراكيبه وصورته، وتنقله من حال إلى حال؛ ليعلم أن له صانعًا ومدبرًا.
  ومتى قيل: ما أول ما يجب عليه؟
  قلنا: النظر في طريق معرفته تعالى؛ لأنه لا شيء من العلم والعمل إلا وصحته موقوفة على معرفة الله تعالى.
  ويدل قوله: {مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} أن أجزاء النطفة في الولد، وإن انضم إليها أجزاء أخر حتى يصير الولد ولدًا حيًّا، واختلفوا، قيل: يخلق من الماءين، وقيل: من ماء الرجل، فإذا علم الإنسان ما خلق منه وما صار بعد الموت إليه لم يلتمس مورد الكبر.
  ويدل قوله: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} على الإعادة، وما يظهر من الأسرار.
  ويدل قوله: {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ} أي: من يستحق العذاب في ذلك اليوم، ولا شفيع ولا ناصر لا يمكن دفعه بوجه.
قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ١١ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ١٢ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ١٣ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ ١٤ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ١٥ وَأَكِيدُ كَيْدًا ١٦ فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ١٧}