التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والسماء ذات الرجع 11 والأرض ذات الصدع 12 إنه لقول فصل 13 وما هو بالهزل 14 إنهم يكيدون كيدا 15 وأكيد كيدا 16 فمهل الكافرين أمهلهم رويدا 17}

صفحة 7368 - الجزء 10

  · اللغة: الرجع: أصله من الرجوع، وهو أن يرجع بالشيء حالاً بعد حال، رَجَعْتُهُ رجعًا:

  إذا أعطيته مرة بعد مرة.

  والصدع: الشق، صَدَع يَصْدَع صدعًا، وتَصَدع تَصَدُّعًا، وانصدع انصداعًا.

  والهزل: نقيض الجد، ونظيره: اللهو واللعب، هَزَلَ يَهْزِلُ هزلاً.

  والكيد: فعل ما يوجب الغيظ، كاده يكيده كيدًا، وكايده مكايدة، وتكايد القوم، والكيد في صفته تعالى مجاز، والمراد به: إنزال العقوبة بهم من حيث لا يشعرون، وأطلق الكيد في مقابلة كيدهم كقوله: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا}⁣[الشورى: ٤٠].

  وأمهل ومهل بمعنى.

  رويدًا: تصغير إِرْوَاد، تصغير. الترخيم من: أَرْوَدَ إرْوَادًا، أمهل، وقيل: هو تصغير رُود، وقد أرود، أي: ترفق وتوضع، رويدًا موضع الأمر، فيقال: رُوَيْدًا زيدُ؛ أي: أَرْوِدْ زيدُ، والذي في القرآن صفة، يقال: سار رُوَيْدًا؛ أي: سيرًا رُوَيْدًا، وأصل الحرف من: رادت الريح ترود رودانًا: إذا تحركت حركة خفيفة.

  · الإعراب: {رُوَيْدًا} نصب؛ لأنه صفة للمصدر؛ أي: إمهالاً رُوَيْدًا.

  · المعنى: ثم أكد أمر القيامة، فقال سبحانه: «وَالسَّمَاءِ» قيل: أقسم بنفس السماء العظيم موقعها في القدرة والنعمة. وقيل: برب السماء «ذَاتِ الرَّجْعِ» قيل: ذات المطر الذي ترجع به حالاً بعد حال، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والضحاك. وقيل:

  شمسها وقمرها ونجومها تغيب، ثم تطلع، عن ابن زيد. وقيل: هي السحاب فيه الماء، عن ابن عباس. أي: تمطر حالاً بعد حال، بحسب المصلحة. وقيل: الرجع هو المطر يأتي مرة بعد أخرى.

  «وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ» أي: تصدع بالنبات، عن ابن عباس، وقتادة، والضحاك، وابن زيد. أي: تنشق، فيخرج منها النبات.