قوله تعالى: {سبح اسم ربك الأعلى 1 الذي خلق فسوى 2 والذي قدر فهدى 3 والذي أخرج المرعى 4 فجعله غثاء أحوى 5 سنقرئك فلا تنسى 6 إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى 7 ونيسرك لليسرى 8}
  واليسرى: «الفُعْلَى» من اليسر، وهو سهولة عمل الخير، والتيسير: التسهيل، وقد يكون بالتمكين وبالتهيئة له، يَسَرَ الشيء عليه: سهل، وسمي اليسار؛ لأن العمل مع اليمين يسير، وقيل: بل على جهة التفاؤل، كما قيل للمهلكة: مفازة.
  · الإعراب: {الأَعْلَى} يحتمل أن يكون نصبًا نعتًا للاسم، ويحتمل أن يكون جرًّا نعتًا للرب.
  {فَلَا تَنْسَى} قيل: محله رفع؛ لأنه خبر وليس بنهي، يعني فلست تنسى، وقيل:
  جزم؛ لأنه نهي.
  · النزول: قيل: كان النبي ÷ إذا أنزل عليه القرآن لم يفرغ من آخر الآية حتى يقرأ أولها مخافة أن ينساه، فأنزل الله تعالى هذه الآية: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى} فلم ينس بعد ذلك شيئًا.
  · المعنى: «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ» قيل: سبحان ربي الأعلى، عن ابن عباس، وقتادة. وقيل: نَزِّهْ اسم ربك أن تسمِّيَ به سواه، وقيل: نزه ربك عما يصفه به المشركون، وقيل: صَلِّ
  باسم ربك، عن ابن عباس، وقيل: الاسم الصفة أي: نَزِّهْ صفاته عما لا يليق به، عن أبي مسلم. وقيل: سبح الله بذكر اسمه الأعلى، والأعلى من صفة الاسم، وقيل: من صفة الله، وقيل: ذكر الاسم وأراد به المسمى، أي: نَزِّهْهُ، كقوله:
  ثم اسْمُ السَّلاَمِ عَلَيْكُما
  عن أبي علي. وقيل: حسن التسمية؛ لأن حُسن الاسم يدل على حُسن الصفات وحسن الأفعال. «الْأعلَى» قيل: القادر الذي لا قادر أقدر منه، القاهر لكل أحد، وقيل: «الأعلى» من نعت الاسم الذي أسماؤه كلها أعلى، وقيل: للأعلى، وأن