التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم 225}

صفحة 902 - الجزء 1

  وتدل على أن من حلف على شيء فرأى غيره خيرًا منه جاز أن يحنث ويُكفِّرَ عن يمينه على ما وردت به السنة؛ لذلك قال: لا تجعلوه مانعًا من البر.

قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ٢٢٥}

  · اللغة: المؤاخذة: مُفَاعَلَة من الأخذ.

  واللغو: كلام لا فائدة فيه، لغا يَلْغُو لغوًا، وأَلْغَى إلغاءً.

  وأصل الحلم الأناة، وهو في صفته تعالى: الإمهال بتأخير العذاب.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى أقسام الأَيْمَانِ فقال: «لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّه» لا يعاقبكم «بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ» قيل: اللغو أن يحلف وهو يرى أنه صادق، ثم تبين أنه كاذب، عن ابن عباس والحسن ومجاهد وإبراهيم والزهري وسليمان بن يسار وقتادة والربيع والسدي ومكحول، وهو قول أبي حنيفة وأصحابه. وقيل: ما يصله بكلامه من غير قصد كقوله: لا واللَّه، وبلى واللَّه، عن عائشة والشعبي وعكرمة والشافعي وأبي مسلم.

  وقيل: هو يمين الغضبان، عن ابن عباس وطاووس، وروي نحوه عن علي # وسعيد بن جبير. غير أنه قال: يحنث ويكفر، وطاووس قال: لا يؤاخذكم بالحنث، وقيل: هو اليمين في المعصية، عن الشعبي والأصم. قال مسروق: كل يمين ليس له الوفاء بها فهي لغو، لا يجب فيها كفارة، وقيل: اليمين المكفَّرةُ تسمى لغوًا؛ لأن الكفارة أسقطت الإثم، كأنه قيل: لا يؤاخذكم اللَّه باليمين إذا كَفَّرْتُمْ، عن الضحاك. وقيل: هو أن يحلف ثم يحنث ناسيًا لا يؤاخذ به، عن