قوله تعالى: {هل أتاك حديث الغاشية 1 وجوه يومئذ خاشعة 2 عاملة ناصبة 3 تصلى نارا حامية 4 تسقى من عين آنية 5 ليس لهم طعام إلا من ضريع 6 لا يسمن ولا يغني من جوع 7 وجوه يومئذ ناعمة 8 لسعيها راضية 9 في جنة عالية 10 لا تسمع فيها لاغية 11}
  وُجُوهَهُمُ النَّارُ}[إبراهيم: ٥٠] عن محمد بن كعب، وسعيد بن جبير. «وُجُوهٌ» قيل: أراد أرباب الوجوه، كقولهم: جاءني وجوه القوم، أي: ساداتهم، وقيل: أراد الجارحة. بعينها «يَوْمَئِذٍ» يعني يوم القيامة، وقيل: أراد في النار «خَاشِعَةٌ» أي: ذليلة خاضعة «عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ» قيل: عاملة في النار، ناصبة فيها، لم تعمل لله في الدنيا، يعملهم، وينصبهم في النار لمعالجة السلاسل والأغلال، عن الحسن، وقتادة، وسعيد بن جبير، والضحاك، وروي نحوه عن ابن عباس، قال الضحاك: يكلفون ارتقاء جبل من حديد في النار، قال الكلبي: يخرون على وجوههم في النار، وقال قتادة: تكبرت في الدنيا عن طاعة الله، فأعملها وأنصبها في الآخرة، وقيل: أراد عاملة في الدنيا بالمعاصي، ناصبة في النار يوم القيامة، عن عكرمة، والسدي. وقيل: عاملة ناصبة في الدنيا، يعملون وينصبون، ويتعبون رجاء أن ينالوا خيرًا، فلما كان تعبهم في غير ما أمر الله به، وكان ذلك فيما نهاهم، كانوا من أهل العذاب في النار، فاتصل صفتهم في الدنيا بصفتهم في الآخرة، عن أبي علي. وقيل: عاملة يجرونها إلى النار، ناصبة في جَرِّها، وشدة عذابها، أي: في عناء شديد، وقيل: هم الرهبان وأصحاب الصوامع وأهل البدع، فأعمالهم تصير هباءً، ويدخلون النار، عن سعيد ين جبير، وزيد بن أسلم. وقيل: سائرة ناصبة في القيامة، تساق إلى النار، عن أبي مسلم. والعرب تسمي السير عملاً، وقيل: سائرة إلى موضع الحساب «تَصْلَى نَارًا» قيل: يلزمون النار، وقيل: يصيرون صلاءً للنار؛ أي: وقودا، والوقود الحطب، عن أبي مسلم. «حَامِيَةً» حارة «تُسْقَى مِنْ عَينٍ آنِيَةٍ» بلغت النهاية في شدة الحر، عن ابن عباس. «لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ» قيل: الضريع: الشِّبْرِقُ، وهو سُمٌّ، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعكرمة، وقيل: هو شجر من نار، عن ابن عباس. وقيل: الضريع في الدنيا الشوك اليابس، وفي الآخرة شوك من نار، عن ابن زيد. قال الكلبي: نبت لا يرعاه شيء، وقيل: هو الحجارة، عن سعيد بن جبير. وقيل: هو