قوله تعالى: {فيها عين جارية 12 فيها سرر مرفوعة 13 وأكواب موضوعة 14 ونمارق مصفوفة 15 وزرابي مبثوثة 16 أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت 17 وإلى السماء كيف رفعت 18 وإلى الجبال كيف نصبت 19 وإلى الأرض كيف سطحت 20 فذكر إنما أنت مذكر 21 لست عليهم بمصيطر 22 إلا من تولى وكفر 23 فيعذبه الله العذاب الأكبر 24 إن إلينا إيابهم 25 ثم إن علينا حسابهم 26}
  وقيل: لأنها تنهض بحملها، وهي باركة، ولأنها ليس شيء يسابقها إلا سبقته، عن الكلبي.
  وسئل الحسن عن الآية، وقيل: الفيل أعظم [من الإبل] في الأعجوبة، فقال: أما الفيل فالعرب بعيدو العهد به، ثم هو [خنزير]، لا يركب ظهرها، ولا يؤكل لحمها، ولا يحلب درها، والإبل من أعز مال العرب وأنفسه، يأكل النوى والقَتُّ، ويخرج اللبن.
  وقيل: لأنها في عظمها تحمل الحمل الثقيل، وتنقاد للقائد الصغير.
  ومتى قيل: فَلِمَ جمع بين السماء والأرض والجبال والإبل؟
  قلنا: الإبل لا تعتبر بأعيانها، ولا فائدة في إدراج بعضها على بعض، والمعتبر بوجه الدلالة، وقد استووا في الأدلة على صانع حكيم.
  وقيل: لأن العرب كان مشاهدتهم لهذه الأشياء أكثر.
  وقيل: لأن هذه الأشياء يستوي الناس كلهم في معرفتها، فلوضوحها ذكرها.
  · المعنى: ثم وصف حال الجنة، فقال سبحانه: «فِيهَا» في الجنة «عَيْنٌ جَارِيَةٌ» قيل: تجري كما يريد صاحبها، وقيل: تجري في غير أخدود، وقيل: جارية من كل الشراب يشربونها، عن أبي علي. و «فِيهَا» في الجنة «سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ» أي: رافعة لأهلها حتى لا يحتاج إلى الصعود، وقيل: مرفوعة ليرى المؤمن - وهو جالس عليها - جميع ما خوله ربُّه من الملك العظيم «وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ» قيل: على حافات الأعين الجارية، فكلما أراد شربها وجدها مملوءة «وَنَمَارِقُ» قيل: وسائد، عن قتادة. وقيل: مرافق «مَصْفُوفَةٌ» بعضها بجنب بعض، فوصف مجالسهم بأنها مجالس الملوك، وقيل: المصفوفة صفًّا مستويًا، عن أبي مسلم. «وَزَرَابِيُّ» قيل: البسط الفاخرة، وقيل: هي