قوله تعالى: {والفجر 1 وليال عشر 2 والشفع والوتر 3 والليل إذا يسر 4 هل في ذلك قسم لذي حجر 5 ألم تر كيف فعل ربك بعاد 6 إرم ذات العماد 7 التي لم يخلق مثلها في البلاد 8 وثمود الذين جابوا الصخر بالواد 9}
  قرأ بفتح الألف شبيهم بالآرام وهي الأعلام واحدها: إِرَمٌ، وقيل: الأرْمُ: الهلاك، يقال: أرم بنو فلان هلكوا.
  قرأ ابن كثير في بعض الرويات عنه ويعقوب: «بِالْوَادِي» بإثبات الياء وصلاً ووقفًا، وقرأ ورش عن نافع بإثباتها في الوصل، وهي قراءة أبي جعفر واختيار أبي حاتم، وحذفها في الوقف، وقرأ الباقون بحذفها في الحالين، فأما إثباته فعلى الأصل، والحذف للتخفيف، ولتوافق رؤوس الآي، ومن حذفها في الوقف لأنه ينوي الوقف، وروى خلف عن الكسائي قال: إذا وقفت وقفت بالياء؛ لأنه اسم، ولا يتم إلا بالياء.
  · اللغة: الفجر: شق عمود الصبح، فَجَرَهُ الله تعالى لعباده يَفْجُرُهُ فجرًا، ومنه: {وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا}[الكهف: ٣٣] أي: شققنا، والفجر فجران: مستطيل، ولا يتعلق به حكم وهو من الليل، ومستطير، وبه تتعلق الأحكام في الشرع من الصوم والصلاة.
  والشفع: الزوج، وأصله من الضم، ومنه: الشفيع.
  والوتر: الفرد بما ليس له مثل.
  والحِجْرُ: أصله المنع، ومنه يقال: حجر القاضي على فلان؛ أن منعه من التصرف، ومنه: {حِجْرًا مَحْجُورًا}[الفرقان: ٢٢] أي: حرامًا لأنه يمنع منه، يقال: حجر يحجر إذا امتنع، والحجارة تمتنع بصلابتها، والحِجْرُ: العقل لأنه يمنع عن الفساد.
  والعماد: جمعه عُمد، وهو ما تبنى به الأبنية، وتستعمل في القوة والشرف، يقال: فلان رفيع العماد، قال الشاعر:
  وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الْبَيْتِ خَرَّتْ ... عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِينَا
  والجَوْبُ: القطع، جَابَ يَجُوبُ جوبًا: إذا قطع، قال النابغة الجعدي: