التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والفجر 1 وليال عشر 2 والشفع والوتر 3 والليل إذا يسر 4 هل في ذلك قسم لذي حجر 5 ألم تر كيف فعل ربك بعاد 6 إرم ذات العماد 7 التي لم يخلق مثلها في البلاد 8 وثمود الذين جابوا الصخر بالواد 9}

صفحة 7398 - الجزء 10

  أَتَاكَ أَبو لَيْلَى يَجُوبُ بِهِ الدُّجَى ... دُجَى اللَّيْلِ جَوَّابُ الْفَلاَةِ عَثَمْثَمُ

  أي: قطع به الدجى، والعَثَمْثَم: الإبل الطويلة، وقيل: الإبل الثقيلة.

  · الإعراب: كسر «الْفَجْرِ» على القسم، وجوابه {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} وتقديره: وَرَبِّ هذه الأشياء ومهلك هذه الأمم إن لربك لِهَؤُلَاءِ بالمرصاد، وقيل: جوابه محذوف، وتقديره: ليقبضن على كل ظالم أو لينتصفن لكل مظلوم من ظالمه، أي: أما رأيت كيف فعلنا بعاد وثمود وفرعون لما ظلموا، وقيل: تقديره: خالق هذه الأشياء إنه لقادر على ما يشاء.

  و «إِرَمَ» محله جر؛ لأنه من صفة عاد إلا أن «إِرَمَ» لا يتصرف، ولأنه أعجمي معرفة، ويدل عليه أن نعتها مجرورة وهو قوله: «ذات».

  و (ثمود) موضعه جر عطفًا - على (عاد) وأنث {ذَاتِ}؛ لأنه أراد القبيلة.

  · المعنى: «وَالْفَجْرِ» قيل: فجر الصبح، عن عكرمة، والحسن، وأبي علي، وأبي مسلم. وقيل: أراد فجر المُحَرَّمِ، عن ابن عباس، وقتادة؛ لأنه يتجدد عند السنة، وقيل: فجر ذي الحجة، عن مجاهد؛ لأنه فرق به الأيام، وقيل: فجر كل يوم ما دام الدنيا، عن القرظي. وقيل: الصخور تتفجر بالماء، واختلفوا، فقيل: القسم بالفجر وهذه الأشياء لما فيه من دلالة التوحيد، وموقع النعمة به على عباده، وانتشار الضياء التي بها يتم المعاش، وبيان وقت الصوم والصلاة، وقيل: القسم برب الفجر أي: خالقه، عن أبي علي. وقيل: أراد بالفجر النهار كله، عن ابن عباس. والأول الوجه، وقيل: يجوز