قوله تعالى: {والفجر 1 وليال عشر 2 والشفع والوتر 3 والليل إذا يسر 4 هل في ذلك قسم لذي حجر 5 ألم تر كيف فعل ربك بعاد 6 إرم ذات العماد 7 التي لم يخلق مثلها في البلاد 8 وثمود الذين جابوا الصخر بالواد 9}
  أن يريد فجر يوم النحر لاتصاله بليالٍ عشر، عن أبي مسلم. «وَلَيَالٍ عَشْرٍ» قيل: العشر الأولى من ذي الحجة، عن ابن عباس، وابن الزبير، والحسن، وقتادة، ومجاهد، والضحاك، والسدي، والأصم، وأبي علي، وأبي مسلم، ومسروق، وابن زيد، وروي ذلك مرفوعًا. وقيل: العشر الأولى من رمضان، عن الضحاك، وقيل: العشر الأولى من المحرم، عن يمان. والأول الوجه؛ لعظيم حرمتها وكونها وقتًا للحج «وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ» قيل: الشفع: الزوج، والوتر: الفرد من العدد كله، عن الحسن، وأبو مسلم. هو [تذكير] بالحساب لعظم ما فيه من النفع كأنه نبه على ما في العدد من العبر والنعم، وما يضبط به من المقادير، وقيل: أراد بالشفع والوتر كل ما خلقه الله تعالى، عن أبي علي، وابن زيد؛ لأن جميع الناس وجميع الأشياء إما فرد أو زوج، وقيل: الشفع الخلق، والوتر الله تعالى، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي ÷، وعن ابن عباس، ومجاهد، ومسروق، وأبي صالح. وقيل: الوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر، عن ابن عباس، وعكرمة، والضحاك، ورواه جابر مرفوعًا، وهو قول الأصم، ووجه ذلك: أن يوم النحر شفع بيوم نحر بعده، وينفرد يوم عرفة بالموقف، وقيل: أراد الصلوات المكتوبة منها شَفْعٌ، ومنها وَتْرٌ، عن عمران بن حصين ورواه أيضًا مرفوعًا. وقيل: الشفع اليومان الأولان من يوم النحر، وهو النَّفْرُ الأول، والوتر اليوم الثالث، وهو النفر الثاني، عن ابن الزبير. وقيل: الوتر آدم، شفع بزوجته، عن ابن عباس. وقيل: الشفع: آدم وحواء، والوتر: الله تعالى، عن مقاتل. وقيل: الشفع: الصفا والمروة، والوتر: البيت، وقيل: الشفع: درجات الجنة ثمانية، والوتر: دركات النار سبعة، فكأنه أقسم بالجنة والنار، أو بخالقهما، وقيل: الشفع: الأيام والليالي، والوتر: اليوم لا ليل بعده، وهو يوم القيامة، عن مقاتل بن حيان. وقيل: الشفع: تضادّ أوصاف المخلوقين؛ يجوز عليهم الوجود والعدم، والعز