التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والفجر 1 وليال عشر 2 والشفع والوتر 3 والليل إذا يسر 4 هل في ذلك قسم لذي حجر 5 ألم تر كيف فعل ربك بعاد 6 إرم ذات العماد 7 التي لم يخلق مثلها في البلاد 8 وثمود الذين جابوا الصخر بالواد 9}

صفحة 7402 - الجزء 10

  · الأحكام: يدل قوله: {وَالْفَجْرِ} وما بعده على عظيم موقع هذه الأشياء من النعمة والدلالة على الصانع.

  ويدل قوله: {أَلَمْ تَرَ [كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ]} الآيات أن قوتهم ومالهم لم يُغْنِ عنهم شيئًا حين عصوه، تحذيرًا من عصيان الله تعالى، والاغترار بالدنيا، والنفس، والقوة، والجند.

  قوله تعالى:

  {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ١٠ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ١١ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ١٢ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ١٣ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ١٤ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ١٥ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ١٦ كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ١٧ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ١٨ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا ١٩ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ٢٠}

  · القراءة: قرأ ابن عامر وأبو جعفر: «قَدَّرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ» بتشديد الدال، الباقون بالتخفيف، وكان أبو عمرو يقول: «قَدَّرَ» مشددة بمعنى قَتَّرَ، و «قَدَرَ» مخففة: هو أن يعطيه ما يكفيه، وقيل: قَدَرَ وقَدَّرَ بمعنى: ضيَّق، وأصله من: القدر، وهو كون الشيء بمقدار، أي: جعله مقدار البلغة، ومنه: القدرة؛ لأن المقدور على مقدار ما يمكن أن يوجد بها، ومنه: التقدير.

  قرأ أبو جعفر ونافع: «أَكْرَمَنِي» و «أَهَانَنِي» بإثبات الياء في الوصل وحذفها في الوقف، وقرأ ابن كثير ويعقوب بإثبات الياء فيهما على الحالين، وقرأ أبو عمرو بإثباتهما وحذفهما في الحالين، لا يبالي كيف قرأ، وقال: كيف شئت بالياء وغير الياء،