التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والفجر 1 وليال عشر 2 والشفع والوتر 3 والليل إذا يسر 4 هل في ذلك قسم لذي حجر 5 ألم تر كيف فعل ربك بعاد 6 إرم ذات العماد 7 التي لم يخلق مثلها في البلاد 8 وثمود الذين جابوا الصخر بالواد 9}

صفحة 7403 - الجزء 10

  وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي بحذف الياء في الحرفين في الحالين، أما الحذف للتخفيف واتباع المصحف، ولأن الكسرة تدل عليه، وأما الإثبات فعلى الأصل.

  وقرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: «رَبِّي أَكْرَمَنِي» و «رَبِّي أَهَانَنِي» بفتح الياء فيهما، الباقون بإسكان الياء فيهما.

  واختلفوا في قوله: «تكرمون» و «تحضون» و «تَأْكُلُونَ» و «تحبون» أربعة أحرف، فقرأ أبو عمرو ويعقوب الأربعة كلها بالياء، وقرأ الباقون كلها بالتاء على الخطاب، واختلفوا في «تحضون» فقرأ أبو جعفر وعاصم وحمزة والكسائي: «تَحَاضُّونَ» بفتح التاء والألف من المحاضة وهو مفاعلة، ومعناه: التواص والتواصي، وهو أن يأمر بعضهم بعضًا، ويحضه عليه، وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر: «تحُضُّونَ» بالتاء وضم الحاء من غير ألف، وقرأ أبو عمرو ويعقوب بالياء وضم الحاء بغير ألف، وروي عن الكسائي بضم التاء وإثبات الألف.

  · اللغة: الوتد: جمعه: أوتاد، ومنه: {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا}⁣[النبأ: ٧] والوتدان في الأذنين:

  هما اللذان في باطنهما كأنهما وتد، يقال في الأمر: تد وتدل.

  والطغيان: مجاوزة الحد في الإفساد، ومنه: {طَغَى الْمَاءُ}⁣[الحاقة: ١١] أي: جاوز الحد.

  والسوط معروف، وهو ما يضرب به، وجمعها: سياط، ويُقال: سيطته بالسوط ضربته، قال الفراء: السوط اسم للعذاب وإن لم يكن ثم ضرب بسوط، يقال: سطته أسوطه سوطًا، فالسوط: النصيب من العذاب، والسوط: خَلْطُ الشيء بعضه ببعض، وسوط فلان أمره تسويطًا خلطه، قال الشاعر: