التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم 226 وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم 227}

صفحة 904 - الجزء 1

قوله تعالى: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٢٢٦ وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٢٢٧}

  · القراءة: · القراءة المشهورة: «لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ» على المستقبل، وعن ابن مسعود «للذين آلوا» على الماضي، وعن ابن عباس يُقْسِمُون، وهذا محمول على أنهما فسرا الإيلاء؛ لأنه يخالف قراءة العامة.

  · اللغة: الإيلاء: اليمين، وهو الأَلِيَّةُ والأُلْوَةُ، آلى يُؤْلي إيلاء، وفي عرف الشرع اسم لِقَسَمٍ مخصوص، وهو يمتنع به عن جماع زوجته أربعة أشهر فصاعدًا.

  والتربص: الانتظار.

  وأصل الفيء: الرجوع، ومنه الفيء الذي هو الظل، قال أبو العباس: الفيء ما نسخ الشمس؛ لأنه هو الرافع، والظل ما لا شمس فيه.

  والعزم: العقد على الشيء، يقال: عزم يعزم عزمًا إذا عقد على أن يفعل.

  والطلاق: أصله الانطلاق، وفي عرف الشرع: انطلاق المرأة بحل عقد النكاح بسبب من جهة الرجل يوجب نقصان عدد الطلاق.

  والسميع: هو على حال يصح أن يسمع المسموعات إذا وجدت.

  · الإعراب: «أربعة أشهر» بالجر على الإضافة، وعليه القراءة، ويجوز في العربية النصب والرفع، ويجوز «تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ» كقوله: {أَرْبَعَ شهَادَاتٍ} والنصب كقوله:

  {كِفَاتًا ٢٥ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ٢٦}.