قوله تعالى: {والفجر 1 وليال عشر 2 والشفع والوتر 3 والليل إذا يسر 4 هل في ذلك قسم لذي حجر 5 ألم تر كيف فعل ربك بعاد 6 إرم ذات العماد 7 التي لم يخلق مثلها في البلاد 8 وثمود الذين جابوا الصخر بالواد 9}
  «أَكْلًا» نصب على المصدر وهو المفعول المطلق، و «لَمًّا» نعتٌ للأكل.
  · النظم: يقال: كيف يتصل قوله: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ} الآية بقوله: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}؟
  قلنا: فيه وجوه:
  أحدها: أنه بالمرصاد لأعمالهم، ولهم، لا يخفى عليه شيء من مصالحهم، فإذا أكرم عبدًا فامتحنه بالنعم التي هي الصحة والسلامة والمال والبنون ظن ذلك واجبًا على ربه، وإذا ضيق عليه رزقه ظن ذلك إهانة، ولم يعلم أنه تعالى يفعل كلها مصلحة، فعند النعمة يتوجب عليه الشكر، وعند المحنة الصبر، عن أبي مسلم.
  وقيل: إنه بالمرصاد لهم، يتعبدهم بما هو أصلح، ويفعل بهم ما هو الصلاح، وهم ظنوا أنه يبتدئ بالإكرام والإهانة، ولا كذلك لأنه على حسب المصلحة يبتدئ أمرهم، ثم بعد التكليف يدخلون تحت الاستحقاق.
  وقيل: لجهلهم بوجوه أفعال الله ظنوا بعضه إكرامًا، وبعضه إهانة، وليس كذلك فالله تعالى أعلم بأحوالهم وهو لهم بالمرصاد، ويتعبدهم، ويفعل بهم ما هو خير لهم.
  ويُقال: كيف يتصل قوله: {بَلْ لَا تُكْرِمُونَ} بما قبله؟
  قلنا: لما رد عليهم ظنهم أن التقدير الإهانة، بَيَّنَ أن الإهانة لهذا، لا لما قالوا.
  · النزول: قيل: نزل قوله: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ} في أمية بن خلف، امتحنه الله بالنعمة فظن ذلك إكرامًا وتعظيمًا، ولم يشكر، وضَيَّق عليه رزقه فظن أنه أهانه، وقال: أهانني ربي، واستخف بي.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى ما أقسم به وما أقسم عليه، فقال سبحانه: «وَفِرْعَوْنَ» هو فرعون