قوله تعالى: {والفجر 1 وليال عشر 2 والشفع والوتر 3 والليل إذا يسر 4 هل في ذلك قسم لذي حجر 5 ألم تر كيف فعل ربك بعاد 6 إرم ذات العماد 7 التي لم يخلق مثلها في البلاد 8 وثمود الذين جابوا الصخر بالواد 9}
  موسى «ذِي الأَوْتَادِ» أي: صاحب الأوتاد، قيل: ذي الجنود الَّذِينَ كانوا يشيدون أمره، عن ابن عباس. وقيل: كان يوتد الأوتاد في أيدي الناس، عن مجاهد. وكان إذا غضب على أحد مد يديه ورجله ورأسه، ويوتده بالأوتاد حتى يموت، وقيل: كان له منارات يعذب الناس عليها، عن سعيد بن جبير. وقيل: قتل امرأته آسية، وماشطة ابنته بالأوتاد لما آمنوا بموسى، وقيل: ملاعب كان يلعب فيها ويضرب تحتها بالأوتاد، عن قتادة. وقيل: ذي الأوتاد لكثرة الأوتاد التي كانوا يتخذونها للمضارب لكثرة جموعهم، وكان ذلك فيهم أكثر منه في غيرهم، عن أبي علي. وقيل: ذي البناء المحكم، عن محمد بن كعب. وقيل: هو عبارة عن ثبات ملكه، وطول مدته، وقوة سلطانه، وشدة هيبته، عن أبي مسلم. قال الأسود:
  في ظِلِّ مُلْكٍ ثابِتِ الْأَوْتَادْ
  يشبه بثبوت الأوتاد في الأرض، وقيل: كانوا إذا حاربوا ثبتوا كثبوت الوتد في الأرض «الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ» أي: جاوزوا الحد في الفساد والعصيان والكناية عن جميع من تقدم ذكره من الأمم «فَأَكْثَرُوا فِيهَا» في البلاد «الْفَسَادَ» يعني الكفر وقتل النفس والظلم «فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ» قيل: لونًا من العذاب صبه عليهم، عن قتادة. وقيل: قسط عذاب أي: نصيبًا، وقيل: لكل قوم لونًا من العذاب غير الأخرى، عن السدي. وقيل: هو استعارة، وسمي العذاب سوطًا؛ لأن عندهم السوط غاية العذاب، قال الشاعر:
  أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَظْهَرَ دِينَهُ ... وَصَبَّ عَلَى الْكُفَّارِ سَوْطَ عَذَابِ
  وقيل: أهلكهم بأنواع من العذاب، وشبه انصباب العذاب بتواتر السوط «إِنَّ رَبَّكَ