قوله تعالى: {والفجر 1 وليال عشر 2 والشفع والوتر 3 والليل إذا يسر 4 هل في ذلك قسم لذي حجر 5 ألم تر كيف فعل ربك بعاد 6 إرم ذات العماد 7 التي لم يخلق مثلها في البلاد 8 وثمود الذين جابوا الصخر بالواد 9}
  وأهين بالعصيان، عن الحسن، وقتادة. «بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ» يعني إنما أهنت من أهنت؛ لأنهم عصوني، ثم فَصَّلَ العصيان، فقال: «لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ» وهو الطفل الذي لا أب له، ولا تكرمونه بحفظ ماله ولا إيفاء حقه «وَلَا تَحَاضُّونَ» أي: تحثون «عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ» أي: التصدق عليهم، والمسكين: الفقير الذي لا شيء له، يعني إذا لم تظنوا منع الصدقة من الفقير إهانة، ولا ترك إكرام اليتيم إهانة فكيف تظنون من الله ذلك إهانة؟! وقيل: الله تعالى إنما أعطاكم المال، وأمر بأن تعطوا اليتيم والمسكين، فإذا لم تفعلوا فذلك الموجب لإهانتكم «وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ» أي: الميراث، وقيل: أراد مال اليتامى، عن أبي مسلم. تأكلونها حرامًا وإسرافًا، وقيل: تأكلون الحرام والحار والبارد والحلو والحامض وما تشتهون، ولا تتفكرون في أمر الله وأنه لكم بالمرصاد «أَكْلًا لَمًّا» أي: شديدًا جميعًا، قيل: يأكل نصيبه ونصيب غيره، عن الحسن. وقيل: ميراثه وميراث غيره اعتداء، عن بكر بن عبد الله. وقيل: اللَّمُّ: الذي يأكل ما يجد لا يميز بين الحلال والحرام، ويأكل ماله ومال غيره، عن ابن زيد. «وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا» أي: كثيرًا شديدًا، عن ابن عباس، ومجاهد، وابن زيد. وقيل: تحبون المال من فرط الحرص، ولو يكون كثيرًا، وتجمعونه من غير وجهه، وتفرقونه في غير وجهه، ولا تتفكرون في العاقبة «كَلَّا» أي: ما هكذا ينبغي أن يكون الأمر، وقيل: كَلَّا، لا تفعلوا ما تقدم ذكره، ولا تطغوا.
  · الأحكام: يدل قوله: {الَّذِينَ طَغَوا} أن الطغيان والفساد فعلُهم.
  ويدل أنه عاقبهم جزاء على طغيانهم.
  ويدل قوله: {لَبِالْمِرْصَادِ} على وعيد عظيم لكل من عصى الله، وروي أن عمر بن عبيد دخل على المنصور فقال: عظني، فابتدأ بالفجر [حتى وصل إلى] {إِنَّ رَبَّكَ}، ثم قال: يا أبا جعفر: {لَبِالْمِرْصَادِ}؟! فبكى بكاء شديدًا.