التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا 21 وجاء ربك والملك صفا صفا 22 وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى 23 يقول ياليتني قدمت لحياتي 24 فيومئذ لا يعذب عذابه أحد 25 ولا يوثق وثاقه أحد 26 ياأيتها النفس المطمئنة 27 ارجعي إلى ربك راضية مرضية 28 فادخلي في عبادي 29 وادخلي جنتي 30}

صفحة 7409 - الجزء 10

  وعن زيد بن علي # أنه كان يقول في خطبته: اللهم إن بني أبي العاص طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، اللهم صُبَّ عليهم سوط عذاب، إنك يا رب لهم لبالمرصاد. في خطبة طويلة.

  ويدل قوله: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ} على سوء عادة الإنسان وصنيعه عن النعمة والمحنة، فيظن النعمة كرامة وجزاء، والمحنة إهانة، جهلاً منه، وإنما الجزاء في يوم القيامة.

  ويدل قوله: {لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} على وجوب إكرام اليتيم، وحسن رعايته في نفسه وماله، وخصه بالذكر؛ لأنه المحتاج إلى غيره لضعفه.

  ويدل على وجوب رعاية حق الفقراء.

  ويدل قوله: «وَتُحِبُّونَ» على ذم من قصر هواه على الدنيا.

  ويدل أن هذا الأكل والحب والإكرام والحض فعلُ العبد؛ لذلك صح المدح، والذم عليها.

قوله تعالى: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ٢١ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ٢٢ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ٢٣ يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ٢٤ فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ ٢٥ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ٢٦ يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ٢٧ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ٢٨ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ٢٩ وَادْخُلِي جَنَّتِي ٣٠}

  · القراءة: قرأ الكسائي ويعقوب: «يُعَذَّبُ» بفتح الذال، «ولا يُوثَقُ» بفتح الثاء، والباقون بكسر الذال والثاء، وروى أبو قلادة عمن أقرأه رسول الله ÷ بنصب الذال والثاء، وروي عن أبي عمرو أنه رجع إليه في آخر عمره، وسنبين المعنى.

  قراءة العامة: «النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ» وروي أن في مصحف أبي: (النفس الآمنة المطيعة)، وعن بعضهم (في عبدي)، وهما يُحْمَلانِ على التفسير.