التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا 21 وجاء ربك والملك صفا صفا 22 وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى 23 يقول ياليتني قدمت لحياتي 24 فيومئذ لا يعذب عذابه أحد 25 ولا يوثق وثاقه أحد 26 ياأيتها النفس المطمئنة 27 ارجعي إلى ربك راضية مرضية 28 فادخلي في عبادي 29 وادخلي جنتي 30}

صفحة 7410 - الجزء 10

  · اللغة: الدك: حط المرتفع بالبسط، واندك سنام البعير: إذا انفرش في ظهره، وناقة دكاء، ومنه: الدكان لاستوائه في الانفراش، قال أبو مسلم: الدك والرحف سواء، قال الشاعر:

  لَيْتَ الْجِبَالَ تَدَاعَتْ عِنْدَ مَصرعِهِ ... دَكًّا فَلَمْ يَبْقَ مِنْ أَحْجَارِهَا حَجَرُ

  تداعت: أي مالت بعضها إلى بعض لتنهدم، وقيل: دُكَّت الأرض تُدَكُّ دكًّا أي: تزلزلت حتى تندك الأرض، فتصير مستوية.

  والصف: كون الأشياء بعضها يلي بعضًا على خط الاستواء كَصَفِّ الناس في الصلاة.

  والوثاق: الشد بمثل القيد والغل والسلاسل، يقال: أوثقته أي: شددته.

  المطمئنة: الساكنة، ومنه: الطمأنينة السكون.

  · الإعراب: {لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ} قيل: نصب (عَذَابَهُ) ب (يُعَذِّبُ)، وقيل: أراد مثل عذابه، فلما حذف الخافض نصب؛ فلذلك نصب على القراءتين.

  · النزول: قيل: نزل قوله: {لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ} في أمية بن خلف الجمحي، عن الفراء.

  وقيل: نزل قوله: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} في حمزة بن عبد المطلب حين استُشهِدَ يوم أحد.

  وقيل: نزل في خبيب بن عدي لما قتله أهل مكة، وجعلوا وجهه إلى المدينة، فقال: اللهم إن كان لي عندك خير فحول وجهي نحو قبلتك، فحول الله وجهه نحو القبلة، ولم يستطع أحد أن يحوله.

  وقيل: بل الآية عامة في جميع المؤمنين.