التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا 21 وجاء ربك والملك صفا صفا 22 وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى 23 يقول ياليتني قدمت لحياتي 24 فيومئذ لا يعذب عذابه أحد 25 ولا يوثق وثاقه أحد 26 ياأيتها النفس المطمئنة 27 ارجعي إلى ربك راضية مرضية 28 فادخلي في عبادي 29 وادخلي جنتي 30}

صفحة 7413 - الجزء 10

  إِلَى رَبِّكِ» قيل: يقال هذا عند الموت، عن أبي صالح. وقيل: عند البعث، عن عكرمة، والضحاك. ومعناه: ارجعي إلى ثوابه، وما أعد من النعم، عن الحسن. وقيل: إلى أمثالك من عباد ربك الصالحين، عن ابن كيسان. وقيل: ارجعي إلى وطنك من الجنة، فإن المؤمن في الدنيا غريب، ومسكنه الجنة، وقيل: إلى حكمه وجزائه، وقيل: الخطاب للروح أن ترجع إلى الأجساد، وليس بشيء؛ لأنه ليس بحي حتى يخاطب «رَاضِيَةً» عن الله بما أعد لها «مَرْضِيَّةً» رضي عنها ربها بما عملت من طاعته، وقيل: راضية بقضاء الله في الدنيا حتى ¥، ورضي أفعاله واعتقاده، وهذا هُمْ أهل التوحيد، والعدل يرضون بقضاء الله، فأما الْمُجْبِرَة فلا يرضون بقضائه، بل يُسْخِطُونَهُ فلا يرضى الله عنهم «فَادْخُلِي فِي عِبَادِي» قيل: في زمرة عبادي المؤمنين؛ لأن العبد المنسوب إلى الله هو المؤمن، وهذه نسبة تشريف وتعظيم، وقيل: الخطاب للمكلف في الدنيا، أي: ادخل في جملة المؤمنين في الدنيا، واعمل بعملهم، تكن في جملتهم في الآخرة، وقيل: النفس الروح، والمراد: ادخلي في عبادي ليحيوا، وهذا ليس بشيء؛ لأن الروح ليس بحي يخاطب إلا أن يحمل على التوسع وأنه يريد إعادة الأرواح إلى الأجساد فيحيون، فحينئذ يكون له وجه على البعد «وَادْخُلِي جَنَّتِي» وأنث لأنه ذكر النفس.

  · الأحكام: الآيات تتضمن أحكامًا:

  منها: أحوال القيامة، وعلاماتها من اضطراب الأرض، وحضور الناس والملائكة للمحاسبة.

  ومنها: تندم العصاة حين لا ينفعهم.

  ومنها: شدة عذابهم.

  ومنها: حال المؤمنين وطمأنينة قلوبهم، وأمنهم من العذاب، وأنه رضي بما أُوتِيَ، ورضي الله عنه.