قوله تعالى: {لا أقسم بهذا البلد 1 وأنت حل بهذا البلد 2 ووالد وما ولد 3 لقد خلقنا الإنسان في كبد 4 أيحسب أن لن يقدر عليه أحد 5 يقول أهلكت مالا لبدا 6 أيحسب أن لم يره أحد 7 ألم نجعل له عينين 8 ولسانا وشفتين 9 وهديناه النجدين 10}
  · اللغة: الحل: ضد الحرام، والحلال والحل سواء.
  والكُبَدُ: شدة الأمر، ومنه: تَكَبَّدَ اللبن: إذا غلظ واشتد، ومنه: الكَبِدُ لأنه دم يغلظ ويشتد، وتكبد الدم: إذا صار كالكبد، قال لبيد:
  [يَا] عَيْنُ هَلَّا بَكَيْتِ أَرْبَدَ إِذْ ... قُمْنَا وَقَام الخُصُومُ في كبد
  والكبد: مصدر كَبِدَ يَكْبَدُ، كَبَدًا إذا اشتكى كبده.
  واللبد: الكثير، وهو مأخوذ من: تلبد الشيء، إذا تراكب بعضه على بعض، ومنه اللبد، وتقول العرب: ماله سَنَدٌ ولا لَبَدٌ، إذا وصفوا بالفقر.
  والنَّجْدَان: الطريقان، طريق الخير والشر، وأصل النجد: العلو، ومنه: نَجْدُ تهامة لعلوه عن انخفاض تهامة، وكل عالٍ من الأرض نجدٌ، والجمع: نُجُود، ورجل نَجِدٌ بَينُ النجد: إذا كان جلدًا قويًّا لعلوه على أقرانه، واستنجدت فلانًا فأنجدني أي: استعنته للاستعلاء على خصمي فأعانني، والنَّجْدَان الطريقان العاليان، وشبه طريق الخير والشر بهما لظهوره فيهما.
  · النزول: قيل: نزل قوله: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} إلى آخر الآية في رجل من بني جمح يكنى أبا الأشدين، كان شديد القوة، يضع الأديم تحت قدمه، ويقول: من أزالني عنه فله كذا، فلا يطيق أحد نزعه إلا قطعًا، ويبقى موضع قدمه.
  وقيل: إن أبا الأشدين هذا أنفق مالاً كثيرًا في عداوة رسول الله ÷، وإياه عني بقوله: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ} لقوته.
  وقيل: نزلت الآيات في الوليد بن المغيرة، كان يقول: أهلكت مالاً لبدا في عداوة محمد، أي: أنفقت.