التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فلا اقتحم العقبة 11 وما أدراك ما العقبة 12 فك رقبة 13 أو إطعام في يوم ذي مسغبة 14 يتيما ذا مقربة 15 أو مسكينا ذا متربة 16 ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة 17 أولئك أصحاب الميمنة 18 والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة 19 عليهم نار مؤصدة 20}

صفحة 7423 - الجزء 10

  · اللغة: الاقتحام: الدخول على شدة، اقتحم يقتحم اقتحامًا، وأقحم إقحامًا، وتَقَحَّمَ تَقَحُّمًا، ونظيره: الإيلاج والإدخال.

  والعقبة: الطريقة التي ترتقى على صعوبة، وتحتاج منه إلى معاناة للشدة والضيق، عاقب الرجل صاحبه إذا صار في موضعه بدلاً منه، ومنه: العاقبة والعقاب، وقيل: العقبة النشئة الضيقة في رأس الجبل يتعاقبها الناس شبهت بها، يقال:

  النفقة في وجوه البر لشدته.

  والفك: فرق يزيل المنع كحل العقدة، وفك الغل والقيد، وفك الرقاب: حلها من الرق، وفك الرهن.

  والمَسغَبَةُ: المجاعة، سَغِب يَسغَبُ سغَبًا: إذا جاع، وهو ساغب، قال جرير:

  تُعَلِّلُ وَهْيَ ساغِبَة بَنِيهَا ... بِأَنْفَاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَرَاحِ

  وذا مقربة: القريب، يقال: فلان ذو قرابتي، ولا يقال: فلان قرابتي؛ لأنه مصدر، قال الشاعر:

  يَبْكِي الْغَريب عَلَيْهِ لَيْسَ يَعْرِفُهُ ... وَذُو قَرابَتِهِ فِي الْحَيِّ مَسرورُ

  والمقربة: القرابة.

  والميمنة والبركة من النظائر، وأصله من اليُمْنِ.

  والمَرْحَمَةُ: حال الرحمة.

  والمشأمة: ذات الشمال، أخذت من الشؤم خلاف البركة.

  والمُوصَدَةُ: المطبقة، وفيها لغتان: أَوْصَدْتُ الباب أُوصِدُهُ إيصادًا فهو مُؤْصَدٌ بالهمز، وأوصدته فهو مُوصَدٌ بلا همز، والوصيد الباب من: أوصدت.