التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فلا اقتحم العقبة 11 وما أدراك ما العقبة 12 فك رقبة 13 أو إطعام في يوم ذي مسغبة 14 يتيما ذا مقربة 15 أو مسكينا ذا متربة 16 ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة 17 أولئك أصحاب الميمنة 18 والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة 19 عليهم نار مؤصدة 20}

صفحة 7431 - الجزء 10

  · الإعراب: الواو في قوله: {وَالشَّمْسِ} ونظائرها واو القسم ولذلك كسر ما بعدها، وما بعده معطوف عليه، وحروف القسم ثلاثة: الباء وهو الأصل، ثم الواو فرع عليه، ثم التاء فرع على الواو، فلا تدخل إلا على اسم الله تعالى كقوله: {تَاللَّهِ}⁣[يوسف: ٧٣].

  {قَدْ أَفْلَحَ}، قال الخليل: اللام مضمر فيه، أي: لقد أفلح، وقيل: بل فيه تقديم وتأخير، تقديره: قد أفلح من زكاها والشمس وضحاها.

  والضمير في {جَلَّاهَا} قيل: يعود على الشمس، وقد تقدم ذكرها يعني بضوئه المبين لجرمها، وقيل: يعود على الكناية عن الظلمة، ولم تذكر لأن معناه معروف كقولهم: أصبحت باردة، وأمست عاصفة، فكنى عن أشياء لم يَجْرِ لها ذكر، واختلفوا، فقيل: القسم بالشمس لما فيه من الدلالة والنعمة، وقيل: فيه إضمار، أي: برب الشمس.

  · المعنى: «وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا» قيل: ضوؤها، عن الحسن، ومجاهد. وقيل: النهار كله، عن قتادة. وقيل: حرها، كقوله: {وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى}⁣[طه: ١١٩] عن مقاتل. وقيل: طولها وارتفاعها في الضحى أي: أول النهار، وأفولها وانحطاطها بعد الزوال، عن أبي مسلم. وقيل: طلوعها عن مشرقه، ثم إشراقها «وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا» أي: تبعها، يعني: تبع الشمس، قيل: تبعها في الضوء، وأخذ من ضوئها، وقيل: في الطلوع والغروب، وقيل: والقمر إذا تبع الشمس في نصف الأول من الشهر إذا غربت الشمس تلاها القمر في الطلوع، وفي آخر الشهر بالغروب يتلوها، عن ابن زيد. وقيل: طلع بعدها، عن أبي علي، وأبي مسلم. وقيل: «وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا» ليلة الهلال، عن الحسن. «وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا» وقيل: النهار إذا جلى الشمس، وأنارها، وكشفها بِإِضاءَتِها؛ لأن النهار إنما يكون بالضياء والشمس، عن أبي علي، وأبي مسلم، وجماعة. وقيل: فالنهار إذا جلى الظلمة بأن يزيلها حتى يتجلى كل شيء لشروقه، كناية عن غير مذكور، عن الفراء وجماعة. «وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا» أي: يغطي الشمس حين الغروب فيسترها من أعين الناظرين، وتظلم الآفاق، ولا يجوز أن يرجع إلى