قوله تعالى: {فلا اقتحم العقبة 11 وما أدراك ما العقبة 12 فك رقبة 13 أو إطعام في يوم ذي مسغبة 14 يتيما ذا مقربة 15 أو مسكينا ذا متربة 16 ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة 17 أولئك أصحاب الميمنة 18 والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة 19 عليهم نار مؤصدة 20}
  النهار؛ لأنه لا يؤنث «وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا» وما: المصدر، أي: وبنائها، يعني: بخلقها ورفعها وإسكانها وتزيينها بالكواكب، كقوله: {بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي}[يس: ٢٧] عن قتادة. وقيل: ومَنْ بناها، عن الحسن، ومجاهد، كقوله: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ}[النساء: ٢٢]، «وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا» أي: ومَنْ بسطها، عن الحسن، ومجاهد، وأبي علي. لتكون مستقرًّا للخلق، وقيل: وطحوها، عن قتادة. وقيل:
  وخَلْقِ ما فيها «وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا» أي: تسويتها بأن عدل خلقها وأعضاءها وحواسها ومجاريها، عن قتادة، وأبي علي. وقيل: ونفس وما سواها الله، والسماء وما بناها الله، عن الحسن. وقيل: أقسم بالسماء ومَن بناها، والأرض ومَن دحاها، والنفس ومَن سواها «فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا» أي: بين لها الخير والشر، وعرفها الفجور والتقوى، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وسفيان، والضحاك. والفاء في قوله: «فَأَلْهَمَهَا» عطف على قوله: {وَنَفسٍ وَمَا سَوَّاهَا} يعني: سواها وألهمها، عن أبي مسلم. وقيل: معناه أن النفس التي سواها هي النفس التي ألهمها، عن أبي علي. «قَدْ أَفْلَحَ» هذا موضع القسم، وتقديره: لقد أفلح، فحذف اللام لدلالة الكلام عليه، ومعنى أفلح: فاز وظفر بالبغية «مَنْ زَكَّاهَا» قيل: طهرها بأعمال الطاعة، وتجنب المعاصي، عن أبي علي. قال أبو مسلم: لأن التزكية التطهر من الذنوب، وقيل: من زكى نفسه بعمل صالح، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة. وقيل: قد أفلح من زكى اللهُ نفسَه، عن جماعة، ثم اختلفوا، فقيل: بأن حكم بطهارتها، وقيل: طهرها بالتوفيق والألطاف والتأييد التي عندها اختار الطاعة «وَقَدْ خَابَ» خسر وانقطع أمله «مَنْ دَسَّاهَا» قيل:
  الضمير يعود على النفس، أي: دسَّى نفسه بالمعاصي بأن حمله عليها، عن الحسن.
  وقيل: دساه الله، ثم اختلفوا، فقيل: حَكَمَ [عليه] بذلك، وقيل: [وَصْفٌ] له بالخذلان لما علم أنه لا لطف له، واختلفوا في معنى «دَسَّاهَا» قيل: دسس نفسه منهمكًا في معاصي الله مُصِرًّا على الذنوب أي: أدخلها، يعني: صار مدسوسًا فيه؛ أي: داخلًا، والياء بدل من. السين، فقد ذكر دَسَّى، والمعنى: دسس، والعرب تبادل هذه