قوله تعالى: {كذبت ثمود بطغواها 11 إذ انبعث أشقاها 12 فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها 13 فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها 14 ولا يخاف عقباها 15}
  لذاته، لا يقدر أحد على منعه ومجازاته، فلا يخاف الانتقام، وقيل: هذا تحقير لهم، أي: هم أخس وأذل وأهون من أن يخشى الله عاقبة هلاكهم، وقيل: لا يخاف صالح النبي ÷ عقبى هذا العذاب؛ لأنهم استحقوه بكفرهم، وهو كان مؤمنًا فلم يخف، حكاه القاضي.
  · الأحكام: تدل الآيات على أن ثمود طغوا وكذبوا رسول الله، وخالفوا أمر الله، وعقروا الناقة، فأهلكهم الله، فتدل أن الطغيان والعقر فعلُهم، وأن العقاب مستحق لهم على أعمالهم.
  وتدل على أن صالحًا وعظهم، فلما لم ينجع فيهم أهلكهم الله، فتدل من هذا الوجه على وجوب التفكر، وقبول قول الواعظ.
  وتدل على تحريم أذى المؤمنين؛ لأن المؤمن أعظم حرمة من ناقة، فإذا كان عاقرها يستحق العذاب فهذا أولى؛ ولذلك قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}[الأحزاب: ٥٨].
  وتدل أن كل ما كان مستحقًّا فغير المستحق لا يخافه؛ لذلك لم يخف النبي ÷ تلك العاقبة.