التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والليل إذا يغشى 1 والنهار إذا تجلى 2 وما خلق الذكر والأنثى 3 إن سعيكم لشتى 4 فأما من أعطى واتقى 5 وصدق بالحسنى 6 فسنيسره لليسرى 7 وأما من بخل واستغنى 8 وكذب بالحسنى 9 فسنيسره للعسرى 10 وما يغني عنه ماله إذا تردى 11 إن علينا للهدى 12}

صفحة 7440 - الجزء 10

  · اللغة: أصل الغشاء: الستر، ومنه: الغاشية والغِشْيان.

  والتجلي: الإنارة والوضوح.

  والسعي: العمل والاكتساب.

  وشتى: متفرق على تباعد ما بين الشيئين، ومثله: شتان، أي: بَعُدَ بينهما، وتشتت أمرهم، وشتتهم ريب الزمان.

  والحسنى: تأنيث الأحسن، وهي النعمة العظمى لحسن موقعها.

  واليسرى: تأنيث الأيسر، كما أن الصغرى تأنيث الأصغر، والكبرى تأنيث الأكبر، واليسر: الرخاء والسعة، ونقيضه: العسر؛ لأن عنده يسهل العيش، والتيسير والتسهيل والتخفيف نظائر، ونقيضه: التعسير وهو تصيير الأمر صعبًا، ومنه: أَيْسَرَ يُوسِرُ: إذا كثر ماله؛ لأن بالمال تُيَسَّرُ الأمور.

  والعسرى: البلية العظمى، وهي تأنيث الأعسر، وأصله العسر، خلاف اليسر.

  والتردي: السقوط من علوٍّ إلى سُفُل، ويجوز أن يكون (تَفَعّل) من الردى، وهو الهلاك.

  · الإعراب: (ما) في قوله: {وَمَا خَلَقَ} ما المصدر، تقديره: وخَلْقِ الذكرِ والأنثى، وقيل:

  بمعنى (الذي)، عن الحسن.

  · النزول: اختلفوا في سبب نزول قوله: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ٥ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} على ثلاثة أقوال:

  أولها: أنها نزلت في أبي بكر.

  وثانيها: أنها نزلت في رجل من الأنصار.

  وثالثها: أنها عام في جميع من كان بهذه الصفة.