التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن لنا للآخرة والأولى 13 فأنذرتكم نارا تلظى 14 لا يصلاها إلا الأشقى 15 الذي كذب وتولى 16 وسيجنبها الأتقى 17 الذي يؤتي ماله يتزكى 18 وما لأحد عنده من نعمة تجزى 19 إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى 20 ولسوف يرضى 21}

صفحة 7444 - الجزء 10

  منها: أن مجرد التصنديق لا يكفي، ما لم تنضم إليه التقوى، وذلك خلاف قول المرجئة.

  ومنها: أن البخل مذموم، وذلك في الشرع اسم لمنع الواجب.

  ومنها: أن بمجموعها استحق الجنة والثواب.

  ويدل قوله: {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ} أن المال لا ينفع عند الموت والعذاب، وروي عن الحسن أنه قيل له: فلان جمع مالاً فقال: وهل جمع عُمْرَهُ، قال: لا، قال: فما يصنع الأموات بالمال؟! وفيه ترغيب في الإنفاق وترهيب في الجمع.

  ويدل قوله: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى} أن نصب الأدلة واجب عليه لبيان ما كلف، وإذا كان الهدى عليه يستحيل أن يضل عن الدين.

قوله تعالى: {وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى ١٣ فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى ١٤ لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ١٥ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ١٦ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ١٧ الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ١٨ وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ١٩ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى ٢٠ وَلَسَوْفَ يَرْضَى ٢١}

  · القراءة: قرأ ابن كثير: «تلظى» بتشديد التاء، الباقون بالتخفيف، أما التشديد: فقيل: أصله: تتلظى أدغم أحد التاءين في الأخرى، وقيل: أدغم التنوين في التاء، فأما التخفيف: فعلى الحذف كراهية التضعيف، فلو كان ماضيًا لقيل: تلظت. وقرأ عبيد بن عمير: (تتلظى) بتاءين على الأصل، غيره بتاء واحدة على الحذف، وإنما تَحْذِفُ الأصليَّ لأن الأخرى علامة.

  · اللغة: الإنذار: الإعلام بموضع المخافة لتتقى، ونظيره: التخويف.