التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن لنا للآخرة والأولى 13 فأنذرتكم نارا تلظى 14 لا يصلاها إلا الأشقى 15 الذي كذب وتولى 16 وسيجنبها الأتقى 17 الذي يؤتي ماله يتزكى 18 وما لأحد عنده من نعمة تجزى 19 إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى 20 ولسوف يرضى 21}

صفحة 7445 - الجزء 10

  والأُولَى تأنيث الأَوَّلِ، كالأكبر والكبرى، والأصغر والصغرى، والأولى صفة لمحذوف، أي: الدار الأولى، وهي الدنيا، والدار الأخرى هي القيامة، إما الجنة وإما النار.

  والتلظي: تلهب النار بشدة الإيقاد، وَتَلَظَّى وتَوَهَّجَ وَتَلَهَّبَ نظائر، تلظت النار تتلظى تلظِياً، و «لظى»: اسم من أسماء النار، مأخوذ منه.

  والأشقى: أفعل من الشقي، والأكبر من الكبير، وكذلك الأتقى من التقى.

  والتجنب: تصيير الشيء في جانب عن غيره، جَنَّبْتُ الشيء تجنيبًا، وتَجَنَّبَ تجنبًا، ورجل جُنُبٌ وأجنب: إذا أصابه ما يجانب به الصلاة، فهذا الأتقى كأنه في جانب الجنة بعدًا من جانب النار.

  والأعلى من العلو وهو القوة والغلبة، يقال: استعلى على خصمه بالغلبة والحجة، ولا يقال ذلك في رفعة المكان، والله تعالى ليس بجسم حتى يكون في مكان دون مكان.

  · الإعراب: نصب «ابْتِغَاءَ» على الاستثناء الذي ليس في أول الكلام، كقول الشاعر:

  حَلَفْتُ يَمِينًا غَيرَ [ذي] مَثْنَوِيَّةٍ ... وَلا عِلْمَ إِلَّا حُسْنُ ظَنٍّ بِصَاحِبِ

  وقيل: (إلا) بمعنى لكن.

  والواو في قوله: {وَمَا لِأَحَدٍ} واو الحال، عن أبي مسلم.

  · النظم: ويُقال: كيف يتصل قوله: {وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى} بما قبله؟