التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والضحى 1 والليل إذا سجى 2 ما ودعك ربك وما قلى 3 وللآخرة خير لك من الأولى 4 ولسوف يعطيك ربك فترضى 5 ألم يجدك يتيما فآوى 6 ووجدك ضالا فهدى 7 ووجدك عائلا فأغنى 8 فأما اليتيم فلا تقهر 9 وأما السائل فلا تنهر 10 وأما بنعمة ربك فحدث 11}

صفحة 7450 - الجزء 10

  قراءة العامة: {فَآوَى} بالمد، وقرأ أشهب العقيلي: «فَأَوَى» بالقصر أي: رحمك، تقول العرب: أويته، أي: رحمته.

  قراءة العامة: {عَائِلًا} بالألف أي: فقيرًا، وقرأ ابن السَّمَيْقَعِ: {عَيِّلاً} بتشديد الياء بغير ألف على وزن «فَعْيِلٍ» كقولك: طاب فهو طيّب.

  قراءة العامة: {فَلَا تَقْهَرْ} بالقاف، وعن النخعي والشعبي: (تكهر) بالكاف، وكذلك هي في مصحف عبد اللَّه، والعرب تعاقب بين القاف والكاف؛ ولذلك قال معاوية بن الحكم الذي تكلم في الصلاة: بأبي هو وأمي ما كهرني ولا ضربني.

  · اللغة: الضحى: صدر النهار، وأصله الظهور، يقال: ضحى فلان للشمس: إذا ظهر لها.

  والسَّجُوُّ: السكون، سَجَا يَسْجُو سُجُوًّا: إذا سكن، وطرفٌ ساجٍ وبحرٌ ساجٍ أي: ساكن، قال الأعشى:

  فَمَا ذَنْبُنا إنْ جاشَ بَحْرُ ابنِ عَمِّكم ... وَبحْرُكَ ساجٍ ما يُوَارِي الدَّعامِصَا

  وقال آخر:

  يَا حَبَّذَا الْقَمْرَاءُ واللَّيْلُ السَّاجُ ... وَطُرُقٌ مِثْلُ مُلاءِ النَّسَّاجِ

  والتوديع: المفارقة والتبرك، وَدَّعَ يُوَدعُّ توديعًا، وهو في هذا الموضع استعارة، فإن المفارقة والترك لا تجوز عليه تعالى، فالمراد أنه لا يخليه من عادته في الإحسان، وتتابع الوحي والنصرة، بخلاف ما يقوله هَؤُلَاءِ الكفار.