التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والضحى 1 والليل إذا سجى 2 ما ودعك ربك وما قلى 3 وللآخرة خير لك من الأولى 4 ولسوف يعطيك ربك فترضى 5 ألم يجدك يتيما فآوى 6 ووجدك ضالا فهدى 7 ووجدك عائلا فأغنى 8 فأما اليتيم فلا تقهر 9 وأما السائل فلا تنهر 10 وأما بنعمة ربك فحدث 11}

صفحة 7451 - الجزء 10

  والقِلَى: البغض، والقال المبغض، قلاه يَقْلِيهِ قِلًى إذا أبغضه.

  العائل: الفقير، وهو ذو العيلة، عال يعيل عيلة: إذا كثر عياله، وافتقر، قال الشاعر:

  وَما يَدْرِي الْغَنِيُّ مَتى يُعيلُ

  أي: يفتقر.

  والنهر والانتهار: الرد بالقبيح والزجر والطرد، [أنهره]، وانتهره. [بمعنى واحد].

  · الإعراب: {وَالضُّحَى} موضعه جر؛ لأنه قسم، والقسم قيل: بهذه الأشياء تنبيهًا على قدرته ونعمه، وقيل: برب هذه الأشياء، وجواب القسم قوله: {مَا وَدَّعَكَ}.

  و {سَجَى} نصب لأنه فعل ماض، وكذلك {قَلَى}.

  · النزول: قيل: تأخر الوحي عن النبي ÷ مدة، فاغتم لذلك، فقال قوم من المشركين:

  إن رب محمد قد قلاه، فأنزل الله تعالى هذه السورة تكذيبًا لهم، عن ابن عباس، وقتادة، والضحاك، وجماعة من المفسرين.

  وذكر الأصم أن المشركين تجمعوا عليه عند تأخر الوحي وهو في الكعبة، فتناولوه، فأكب أبو بكر عليه وقال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ}⁣[غافر: ٢٨] الآية،