قوله تعالى: {والضحى 1 والليل إذا سجى 2 ما ودعك ربك وما قلى 3 وللآخرة خير لك من الأولى 4 ولسوف يعطيك ربك فترضى 5 ألم يجدك يتيما فآوى 6 ووجدك ضالا فهدى 7 ووجدك عائلا فأغنى 8 فأما اليتيم فلا تقهر 9 وأما السائل فلا تنهر 10 وأما بنعمة ربك فحدث 11}
  · النظم: يقال: كيف يتصل: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ} بما قبله؟
  قلنا: في قوله: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} إشارة محبته له، وإنعامه عليه، فاتصل هذا أيضًا بذلك، وتقديره: ليس كما يقولون؛ بل يتصل الوحي مدة عمرك، وتدوم محبتي لك، وما أعده لك في الآخرة من النعيم والشرف والمنزلة خير مما أعطيتك، فإذا حسدوك على هذا فكيف لو رأوا ذلك.
  وقيل: تقديره: كيف يقليك من أعد لك دار الآخرة، وهي دار الأولياء.
  وقيل: كان الحال يختلف بالنبي ÷ فقال تعالى: {وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ}[الأعراف: ١٦٩] وهي خالصة لك.
  وقيل: كذبوا فيما قالوا، وإنما خليتهم وذلك لمصلحة في الآخرة بحسرتهم، وبحُزْنِكَ، وهو خير لك.
  وقيل: تقديره: هم حسدوك على أمرك فقالوا هذا، وما يرون في آخر أمرك من النصر أعظم وأكبر.
  ومتى قيل: كيف يتصل قوله: {أَلَمْ يَجِدْكَ}؟
  قلنا: اتصال ذكر النعم بذكر النعم، وقيل: تقديره: سوف يعطيك فترضى في مستقبل أمرك، كما أعطاك فيما مضى من أمرك.
  · المعنى: «وَالضُّحَى» قيل: هو صدر النهار عند ارتفاع الشمس، واعتدال الحر والبرد، عن مقاتل، وقتادة. وقيل: النهار كله، ومنه: {أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى}[الأعراف: ٩٨]،