قوله تعالى: {والضحى 1 والليل إذا سجى 2 ما ودعك ربك وما قلى 3 وللآخرة خير لك من الأولى 4 ولسوف يعطيك ربك فترضى 5 ألم يجدك يتيما فآوى 6 ووجدك ضالا فهدى 7 ووجدك عائلا فأغنى 8 فأما اليتيم فلا تقهر 9 وأما السائل فلا تنهر 10 وأما بنعمة ربك فحدث 11}
  · الأحكام: السورة تتضمن أحكامًا:
  منها: دلالة قوله: {مَا وَدَّعَكَ} على مقدماتٍ جَرَتْ، وقد بَيَّنَّا ما قيل فيه، وأن الوحي تأخر، وَبَيَّنَّا ما قيلُ في سبب التأخير، وأن الصحيح - إن صح - أنه تأخر لمصلحة كما أوحي إليه بعد أربعين سنة، ومن أصحابنا من قال: يجوز أن يكون ذلك لزلة، وإن كانت صغيرة؛ لأن ذلك يستعظم منهم، وجوز القاضي هذا الوجه، وهذا يحمل على أنه لا يتعلق بحالة التأخير مصلحة للمكلفين، وإلا فلا يجوز تأخير بيان المصالح لصغيرة له، والمعتمد هو الوجه الأول.
  ومنها: الترغيب في الآخرة بقوله: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى}؛ لأنها تدوم، وتخلص من الشوائب بخلاف الدنيا.
  ومنها: بيان نعمه عليه من حال صغره إلى كبره، والمراد به جميع المكلفين؛ لأن أحدًا لا يخلو من نعمه طرفة عين، فينبغي أن نشكر ذلك على أبلغ الوجوه.
  ومنها: وجوب الإحسان إلى اليتيم والسائل إما بإعطاء شيء وإما رَدّ بإحسان.
  ومنها: وجوب الشكر والتحديث به.
  ومنها: أن القهر والتحديث فعلُه ليس بخلق الله تعالى.
  فصل
  وتكبيرات ابن كثير من سورة {وَالضُّحَى} إلى آخر القرآن عند خاتمة كل سورة إلا في رواية ابن فليح عنه، وقيل: إنه بجمع القراء، والصحيح ألّا يصل التكبير بأول السورة ولا بآخرها.
  واختلفوا في كيفية التكبير، فقيل: يقول مرة: الله أكبر، وقيل: لا إله إلا اللَّه، والله أكبر، والظاهر من مذهب القراء أنهم لا يكبرون.