قوله تعالى: {ألم نشرح لك صدرك 1 ووضعنا عنك وزرك 2 الذي أنقض ظهرك 3 ورفعنا لك ذكرك 4 فإن مع العسر يسرا 5 إن مع العسر يسرا 6 فإذا فرغت فانصب 7 وإلى ربك فارغب 8}
  · اللغة: الشرح: قيل: الفتح، وشرح الصدر فتحه بإذهاب الشواغل، وأصل الشرح: السعة، ويعبر عن السرور بسعة القلب وشرحه، وعن الهم بضيق القلب؛ لأنه يورث ذلك، يقول: انشرح صدري بهذا الأمر، وضاق صدري بهذا الأمر.
  والوزر: من الثقل، ومنه: الوزير لأنه يحمل الثقل عن الملك، والأوزار: الذنوب لأنها تثقل على صاحبها، ومنه: {يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ}[الأنعام: ٣١].
  والنقض والهدم من النظائر، وهو إبطال البناء بالتفريق، ونقض المذاهب إبطالها بما يفسدها، والأنقاض: الأثقال التي كاد ينقض به ما حمل عليه، أَنْقَضَ يُنْقِضُ إِنقاضًا.
  والنَّصَبُ: التعب، نَصِبَ يَنْصَبُ: إذا تعب في عمله بالدوام فيه.
  · المعنى: «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ» قيل: ألم نفتح ونوسع قلبك بالنبوة والعلم؟! يعني فعلنا في قلبك السعة وطيب النفس بما عرفك من أمر دينه، ووفقك لطاعته، حتى قمت بأداء الرسالة، وأطعت الله، واستحققت الثواب، وقيل: ألم نشرح عنك الهموم حتى تثبت في ذلك، عن أبي مسلم. وهذا استفهام والمراد التقرير، أي: شرحنا، وقيل: هو الألطاف التي ترد عليه من الله من تقوية قلبه ونصرته ووعده حتى لم يشق عليه أداء الرسالة، واحتمال الأذى في ذلك؛ لأن ذلك من أعظم ما يحتاج فيه إلى ما يزيل عنه ضيق الصدر والتبرم بها؛ لما يناله من أذى المخالفين مع كثرتهم، وقيل: كان النبي ÷ يضيق صدره بما يرى من كفرهم وتكذيبهم وأذاهم، فشرح الله صدره حتى كان لا يضجر، ولا يضيق صدره، وذلك من أعظم النعم، وعن النبي ÷ أنه سئل عن شرح الصدر وعلامته، فقال: «التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود،